تقرير الأمين العام حول الصحراء المغربية.. البوليساريو متهمة بعرقلة مهام “المينورسو”
يجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة نهاية الشهر الجاري في مشاورات مغلقة للتداول حول تقرير الأمين العام حول الصحراء المغربية، على أن يصدر قراره يوم 30 أكتوبر بشأن تمديد ولاية بعثة “المينورسو” لسنة إضافية.
يأتي ذلك في سياق عام يتسم بالتوتر والتصعيد في المنطقة عقب قطع العلاقات بين الجزائر والمملكة المغربية في قرار اتخدته الأولى بشكل أحادي الجانب.
وفي تقريره الذي توصلت به “المنظور بريس”؛ يقر الأمين العام بتغير المعطيات في المنطقة عما كان عليه الأمر في الفترة السابقة، حيث أقر بوجود تصعيد طفيف وحوادث إطلاق نار بين الطرفين، وكان أهم ما أشار إليه هو ذكر تنصل البوليساريو من اتفاق وقف إطلاق النار وعرقلة عمل بعثة الأمم المتحدة بشكل متواصل.
التقرير سرد معظم الوقائع التي شهدتها السنة المنصرمة، من خطابات ملكية وافتتاح قنصليات ومواقف بعض البلدان المؤثرة في الملف أبرزها مملكة اسبانيا التي أعلنت دعما للمقترح المغربي للحكم الذاتي، إضافة إلى موريتانيا التي احتفظت بما أسمته موقف “الحياد الإيجابي”، في وقت تستمر فيه الحزائر بالمطالبة بما أسمته منح “الصحراويين حق تقرير مصيرهم”.
التقرير الأممي كشف عن اشتراط المغرب العودة إلى صيغة المائدة المستديرة بحضور جميع أطراف النزاع الإقليمي، وهو ما تعرقله الجزائر حتى الآن.
الأمين العام للأمم المتحدة طالب “البوليساريو” بالتعاون مع “المينورسو” ورفع الاجراءات التي تمارسها الجبهة ضد البعثة الاممية والتي تقيد حركتها ومهامها.
وفي توصياته لمجلس الأمن، أكد الأمين العام على أن الحل السياسي المتوافق عليه الذي يضمن تقرير المصير يجب أن يكون حسب قرارات مجلس الأمن رقم 2440 و 2468 و 2494 وو2584 و 2602.. أي القرارات ذات الصلة من 2018 إلى 2021، وبالتالي إقبار نهائي لأطروحة “الإستفتاء”.
من جهة أخرى؛ كان تقرير غوتيريش متحاملا بشكل كبير على المغرب فيما يخص حقوق الإنسان، إذ لم يذكر ولا مرة انتهاكات البوليساريو أو الجزائر في المخيمات، في وقت تحدث فيه عن ادعاءات لم يتأكد منها حول انتهاك حقوق الانسان في الصحراء المغربية.
في مسودة تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، يقول غوتيريش ان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة اخبر المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا بأن الوقت لم يحن بعد لمناقشة تفاصيل خطة الحكم الذاتي وان المغرب يفضل في الوقت الراهن صيغة المائدة المستديرة ولكن في إطار السيادة المغربية.
كما يذكر غوتيريش ان المغرب اشترط على ديميستورا عدم الالتقاء بالجمعيات والمجتمع المدني في العيون ان هو اراد زيارة الصحراء، وبالتالي ألغى المبعوث الأممي الزيارة.
وذكر غوتيريش ان زيارة مبعوثه الشخصي ستافان دي ميستورا للمنطقة كانت تحت ظل توتر غير مسبوق بين المغرب والجزائر، ولكن الطرفين أكدا للمبعوث الشخصي نيتهم عدم تصعيد الأمر الى مواجهة عسكرية.
في مسودة تقرير غوتيريش، يشير المسؤول الأممي أن البوليساريو؛ اخبروا مبعوثه الشخصي ستافان دي ميستورا بأن ” التزامهم بوقف اطلاق النار قد انتهى”.
لتكون هذه ثاني مرة يذكر فيه التقرير خرق البوليساريو لوقف إطلاق النار عن عمد.
التقرير سلط الضوء على المشاريع التنموية في الأقاليم الجنوبية وايضا افتتاح بعض الدول الصديقة لقنصليات لها في الداخلة والعيون مع الإشارة الى احتجاج البوليساريو في كل مرة.
ويرتقب أن يزكي القرار الأممي القادم لمجلس الأمن القرارات السابق حول مركزية مقترح المغرب للحكم الذاتي كأساس وحيد للحل السياسي للنزاع الإقليمي المفتعل، مع تمديد ولاية بعثة “المينورسو” لسنة إضافية.
Comments ( 0 )