جاذبية القمر و تأثيرها على تراجع المياه في بعض شواطئ المغرب (ظاهرة فلكية تعري على واقع قلة فهمنا و الازبال المنتشرة على الشواطئ)
تناقل مجموعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب كما هو الحال في بعض الدول المطلة على شواطئ البحر المتوسط مؤخرا صورا لحركة جزر البحر، على مجموعة من الشواطئ كما الحال بالنسبة لشاطئ الوليدية التي جفت بحيرتها نهاية الأسبوع الماضي. صور رفعت من منسوب الشائعة و تداول الأحاديث في الشارع عن قرب حدوث تسونامي تشمل مناطق ساحلية وداخلية، كما تبين إحدى الخرائط المنتشرة مؤخرا و التي توضح التهديد الذي قد يصل المناطق التي يقل علوها عن 100 من سطح البحر.
و تزامنا مع هذا الارتباك و الذي وصل لدرجة من الهلع بمدينة الجديدة، دخلت مديرية الأرصاد الجوية هي الأخرى لتوضيح هذه الظاهرة القديمة الحديثة، وذلك بإصدار بلاغ في هذا الشأن حيث أوضحت بأن
“المد المنخفض الذي لوحظ في الشواطئ المغربية هو ظاهرة طبيعية بسبب ظاهرة الجزر الفلكية، وهذا الانخفاض معتاد ولم يكن غير مسبوق وهو ناتج عن تموقع الأرض والقمر والشمس على المحور نفسه تقريبًا”. وهذا ما اكده المركز الوطني للبحث العلمي والتقني في وقت سابق.
كما أوضحت المديرية أن “هذا الانخفاض في مستوى سطح البحر ليس له أية علاقة بالمد الزلزالي أو التسونامي؛ وبالتالي ليس هناك أي تهديد للشواطئ المغربية من هذه الناحية”.
ماهي الجزر الفلكية:
الجزر الفلكية، أو المد والجزر الفلكي، هي ظاهرة مرتبطة بالإشراقة المتاخرة للقمر هذه الأيام،حيث تصبح حركة الماء بين الصعود والهبوط في مستويات المحيط التي تحدث نتيجة لتأثير جاذبية القمر والشمس على الأرض. و تشهد معها المناطق الساحلية هذه الظاهرة على مدار اليوم، عادة مرتين يوميًا، حيث ترتفع المياه في ما يُعرف بالمد وتنخفض في ما يُعرف بالجزر.
التاثير الفلكي هو إذن سبب تراجع المياه في شواطئ المغرب:
حيث تُعتبر الجزر الفلكية السبب الأول والأكثر شيوعًا لتراجع المياه على الشواطئ. عندما يكون القمر في موقع قريب من الأرض (الحضيض) أو في مرحلة معينة من الدورة الشهرية للتقويم القمري ، يمكن ملاحظة هذه الظاهرة ابتداءً من فجر اليوم و طوال ساعات النهار، حين يزيد تأثير القمر من جاذبيته على المحيطات، مما يسبب تراجعاً كبيراً في مستوى المياه.
احتمال التغيرات المناخية هو الآخر ليس بالمستبعد:
يمكن أيضا للتغيرات المناخية إلى تغييرات في حركة التيارات المحيطية والأنماط الجوية بين التيارات الباردة و الساخنة، مما يؤثر على مستويات المياه على الشواطئ. لأن ارتفاع درجات الحرارة قد يؤدي إلى زيادة التبخر، مما يؤثر على كمية المياه المتوفرة في البحار والمحيطات.
الضغط الجوي الذي يؤثر على كثافة المياه و اتجاهات التيارات البحرية:
يمكن أيضاً للتغيرات في الضغط الجوي أن تؤثر على مستويات المياه الساحلية. فعندما يكون الضغط الجوي منخفضًا، كما يحدث خلال العواصف، يمكن أن تندفع مياه البحر نحو الشاطئ، بينما يمكن أن يؤدي الضغط العالي إلى تراجع المياه.
الأنشطة البشرية تبقى من أهم عوامل اضطراب البحر:
لا يمكن التغافل عن تأثير البشر حيث يعتبر التدخل البشري مثل بناء السدود والموانئ، والجرف البحري (توسيع أو جرف الرمال و تعميق البحار), وسحب المياه للشرب أو الزراعة، من العوامل التي قد تؤثر سلبًا على مستويات المياه في الشواطئ.
الصورة الأكبر:
تظل ظاهرة الجزر الفلكية حتى الساعة واحدةً من الظواهر الطبيعية المذهلة والمعقدة التي تتطلب المزيد من البحث والفهم للتغلب على التحديات المرتبطة بها وضمان الاستدامة البيئية للشواطئ المغربية، لكن لما لا نستغل مثل هذه الظواهر مستقبلا ببرامج استباقية لتنقية الشواطئ من مخلفات الاصطياف المنتشرة و الازبال التي تزاحم البيئة البحرية خاصة في فصل الصيف الذي يعرف توافد من يدعون عشقهم للشواطئ التي لا تبخل بمشاركة جمالها أمام غياب مسؤولية الحفاظ على هذه الثروة الوطنية.
منظور أوسع:
مواجهة هذه التحديات، تتطلب إدراكا اكبر و ثقافة مجتمعية ينبغي معها تعزيز التعاون بين العلماء والباحثين لفهم الديناميكيات المعقدة للمد والجزر والتغيرات المناخية والتخطيط المستدام لإدارة الموارد المائية,
Comments ( 0 )