جمعونا…

جمعونا…

 

 

 

تعتبر الروابط الإجتماعية من أهم القوى داخل المجتمع ،خاصة عند لقائها في فضاءات الوقت الثالث التي تمنحها مفهوم المجتمع المحلي “community” ،حيث يتوزع المفهوم في دلالته على مناح كثيرة مشتركة : احكام قيمية، وجهات نظر سياسية إقتصادية… تذوب داخلها الأحكام السوسيولوجية و التعريفات البحثية في الغالب حتى الآن.

 

و حتى حدود عصر قبل الإنترنت نوقش المجتمع المحلي كمفهوم، و حوصر داخل جماعة إجتماعية صغيرة، قد تتزايد لتصل المئات و الألوف.

 

و خلال القرن 19 ميّز عالم الإجتماع الألماني فيرديناند تونيّس بين نوعين للعلاقات الاجتماعية:

بين مجتمع محلي غير شكلي أو الرسمي Informal الذي عُرف على أساس أنه مجتمع عضوي ،او مظهري غريزي يتشكل بروابط عضوية (قرابة دموية و جورة..).

و بين المجتمع المحلي الشكلي أو الرسمي Formal أو الأداتي الآلاتي Instrumental : هو مجتمع العلاقات و الأهداف الموجهة، الذي يمكن تحديده بالمدن الكبرى و الدول و التنظيمات الأخرى.

 

هنا و عند هذه النقطة بالضبط حيث اختلف العلماء، بشأن المصطلح _ الكلمة Community_ حتى أصبحت الكلمة الأكثر غموضاً في علم الإجتماع.

 

و لم ينتهي النقاش بعد في ماهيتها Community (المجتمع المحلي) خصوصاً مع فيض المؤشرات التي تكشف تقلص مجتمعنا المحلي بعد الثورات الصناعية للمجتمع الصناعي، أما عن عصرنا عصر الانترنت و منصات التواصل الاجتماعي اللذان أصبحا يشكلان المجتمعات بأشكال أخرى لها خصائص مختلفة عن المجتمعات المحلية التقليدية عموماً، أصبحت معها هذه الأخيرة تُفتقد شئ فشئ، كما لو أننا في مرحلة ضياع داخلها، كما لو أنها تناشدنا لإنقاذها مرحلة الضياع الحالي..تناشد للنزول من منصات المجتمعات الافتراضية للواقع المعاش.

 

مناشدات في مجملها لم تلقى لحدود الساعة آذان صاغية، أمام تقارير تكشف تأزم المشهد الثقافي الحالي الذي يَغلب عليه المجهود الفردي لدى المثقفين و الأساتذة الاكادميين مع صعوبة جمع المعطيات و تركيبها و تركيزها على ما هو أساسي مُقنع لوضعه في استراتيجيات استشرافية تحتاج في الأصل لجلسات تفكير مُعمقة، تضم المؤثرين و المفكرين و الدولة عبر مؤسساتها لاستشراف توحيد الرؤى لدى مجتمع النيو تامغرابيت 2.0 الصاعد و الذي يصارع بقوة أمام موجات التفاهة و الصناديق الأيديولوجية المدعومة من الخارج، التي بدأت في كسب مساحات إعلانية توفرها شبكة علاقات مشبوهة أصبحت تستعرض قواها على قيمنا المجتمعية من حين لآخر، و بمواقيت مدروسة لتحقيق البوز و تصدر التراند، في ضل غياب إرادة سياسية واضحة اختارت حتى اللحظة تجميد قوانين تنظيم المنصات للتواصل أي اليوتوب و التوك توك و قوانين النشر. اصبح التطبيع مع أمراض المجتمع داخل المجموعات يتجاوز في تأثيره على المجتمع تأثير الإثارة و التفاهة، و التي لم تستطع صد هذه المجتمعات الافتراضية اللعوبة، حتى أنها أصبحت تغديها من حيث لا تدري، أمام تصاعد قوة Les administrateurs المجموعات ا special، من مجموعات الالتفاف هم النسويات و الريدبيليين الذين التفو على النقاش الدائر حول مدونة الأسرة، مروراً على مجموعات الهجرة الغير النظامية التي تُقود استراتيجيات الدولة و افكار الشباب في الإستقرار الاجتماعي و الامن في البلاد، وصولاً إلى مجموعات القطاعات التي تعج بالتيارات الأيديولوجية بهويات مخفية.

 

أصبح المشهد داخل المجتمعات الافتراضية سواء المفتوحة أو المغلقة يغدي الفيض الجارف لقيمنا المجتمعية و مستقبلنا المشترك في الوطن الواحد الذي أصبح فيه النشأ حائراً بين حقيقة الواقع المعاش، و ما يُملى عليه من وراء شاشات الهواتف الذكية، حيث جمعونا فرادا فرادا و ميزونا عن بعضنا البعض هذا super fan و هذا Super man و هذا meilleur(e) contributeur(ICE) كلنا تحت starlink الآمر الناهي من وراء لوح المفاتيح لخدمة الأجندات و المجالات المكشوفة.

 

البث يتقطع حتى على ألياف البصرية 4G و قبل الحَجب ، لا تعلوا العين على الحاجب، كل مكشوف.

 

للرجوع من المجتمعات الافتراضية إلى المجتمعات المحلية الواقعية وتحقيق الأهداف المشتركة:

 

تعزيز التواصل تنظيم لقاءات ومناسبات محلية ،مهرجنات تجمع الأفراد بهدف تبادل الأفكار والمهارات والتجارب ,هاكاتكون، ماشي غير فلوسو.

 

التشجيع على المشاركة النشطة: تحفيز الأفراد على الانخراط في الأنشطة المحلية، مثل الحملات التطوعية أو اللِّجان المجتمعية.

 

وتوظيف التكنولوجيا بشكل إيجابي..استخدام المنصات الافتراضية لتنسيق الفعاليات المحلية والترويج لها، دون الاعتماد عليها كمصدر أساسي للتفاعل و التفاعل.

 

بناء الشراكات مع المؤسسات المحلية و التعاون مع المدارس، الجمعيات، والبلديات لتحقيق، الأهداف للمشتركة.

 

تنمية الوعي البيئي أولا لتنظيم ورش عمل أو دورات تدريبية لريادة الترافع لقضايا البيئة وتعزيز الحفاظ على الموارد الطبيعية، الماء.

 

أما بالنسبة للأسئلة المطروحة لنقد فشل المجموعات الافتراضية جمعنا في خدمة المجتمع، يمكن التفكير في النقاط التالية حيث جمعونا:

 

-ما هي أسباب عدم تحويل النقاشات الافتراضية إلى أفعال ملموسة على أرض الواقع؟

 

ـكيف يمكن تقييم تأثير المجتمعات الافتراضية على مجتمعنا المحلي؟

 

تساهم هذه المجتمعات في تحقيق أهدافنا كمجتمع أم تعزز عزلتنا الفردية؟

 

ما هي الصعوبات التي تواجهك عند محاولة الانتقال من الفضاء الافتراضي إلى الفضاء الواقعي؟

 

كيف يمكن تحسين تجاربك الافتراضية لتكون أكثر تفاعلاً مع قضايا محلية؟

 

الصورة الأكبر

الأسئلة كثير و تجيب عن الكثير من الإيجابيات التي يمكن أن تساعد على فهم التحديات التي تواجه المجتمعات الافتراضية وكيفية تحسين تفاعلها مع المجتمع المحلي على الخط.

 

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)