جمعية التعاون الثقافي ومساندة ذوي الإعاقة تنظم ندوة وطنية حول تعديلات مدونة الأسرة

جمعية التعاون الثقافي ومساندة ذوي الإعاقة تنظم ندوة وطنية حول تعديلات مدونة الأسرة

 

 

عقدت جمعية التعاون الثقافي ومساندة ذوي الإعاقة ندوة وطنية حول موضوع “مدونة الأسرة والتعديلات المطروحة أية…آفاق؟” وذلك  يوم السبت 4 نوفمبر 2023 بقاعة علال الفاسي بالرباط.

 

دعت الجمعية بدورها إلى خلق نقاش موازي لجمعيات وهيئات ومنظمات المجتمع المدني على غرار ما تقوم به وفيما يخص التعديلات المقبله التي ستطال مدونه الأسرة. إذ تتطلب تداول الآراء والأفكار ومناقشة النقط المهمة التي تطرح إشكالات عميقة يجب حلها والمطالبة بتعديلها.

افتتحت الجمعية ندوتها في الموسم الجديد بتلاوة ما تيسر من سورة الفتح كبداية مباركة لمجهودات اللجنة المنظمة، التي تسهر على القطب الفكري والثقافي. تعقبها آداء جماعي للنشيد الوطني، بعد ذلك رحب رئيس جمعية التعاون الثقافي ومساندة ذوي الإعاقة السيد عبد العزيز خودالي بالحضور وقام بوضع الندوة في سياقها العام، وأشار إلى أن هذا التنظيم يدخل ضمن عمل الجمعية كإطار ممثل للمجتمع المدني، ودعى أيضا إلى تناول الموضوع بكل حيادية، و الإستماع لمختلف المقترحات بغية فتح باب للنقاش البناء ، كالمقاربة التشاركية التي يعتمدها المغرب في جميع القضايا ذات الأولوية كما هو الحال بالنسبة لمدونة الأسرة، التي لها طبيعة متعددة الأبعاد، بحضور الشق الفقهي والقانوني والقضائي وكذا حقوق الانسان.

أوصت الجمعية نفسها، بضرورة العمل على مراجعة مسألة البيت الرئيسي للأسرة وجعله وقفا دائما، من جهة أخرى عرفت الندوة مشاركة كل من الأستاذة نبيلة بن عمر رئيسة لجنة المساواة وتكافؤ الفرص لحزب الأصالة والمعاصرة، والدكتور فؤاد مسرة أستاذ القانون الخاص بجامعة محمد الخامس بالرباط، بالإضافة إلى الأستاذة إلهام بلفحيلي باحثة في قضايا الشباب والمجتمع المدني وخبيرة في مجال الأسرة، وكذا  الأستاذة زينبة بنحمو باحثة في مجال المرأة والإصلاح. وقد تكلف بتنشيط الندوة وتسييرها الأستاذ والحقوقي والبيداغوجي عبد القادر الخياطي عضو المكتب المركزي للجمعية.

وذكر رئيس الجمعية السيد خودالي  تأكيد الهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة على الإنصات إلى جميع المسؤولين بتعدد مجالاتهم كل حسب تخصصه،  وهي نفس الصيغة المعتمدة لدى جمعية التعاون الثقافي ومساندة ذوي الإعاقة، من خلال هذه الندوة وبحضور كل من الجانب السياسي والحقوقي والقانوني الذي يتمثل في المداخلات المبرمجة التي حتما ستعطي أهمية كبيرة للموضوع وتغنيه، اعتبارا على أنها بداية للنقاش وليس نهايته، خصوصا أن الجمعية تعزم على السير قدما للإدلاء بما يفيد في هذه القضية التي باتت تشغل الرأي العام بشكل كبير و خاصة المرأة والهيئات الممثله لها.

استهلت الأستاذة نبيلة بن عمر وضع توطئة ومدخل عام، أشارت فيه إلى أهمية الخصوصية المغربية وعلاقتها بالتوابت والمرجعية الإسلامية، فيما دعت إلى إعاده تجديد تفكير العلماء والمتخصصين، وتأهيل النصوص والمواد من أجل تبسيط المفاهيم المتداولة بالأوساط الإجتماعية وكذا العمل على إحتواء السجال الدائر بهدف تعميم الفهم والإستيعاب ورفع التلبس.

و قدم الدكتور فؤاد مسرة بعض النماذج والأمثلة الحية، وذلك بعرض تسلسل كرونولوجي للأحداث بداية من النقاش المجتمعي الذي كان سائدا منذ خمسينيات القرن الماضي، والذي يعرف بمدونة الأحوال الشخصية مرورا بعدة تعديلات وصولا إلى مدونة الأسرة. ليتوقف الدكتور عند العمل المؤسساتي الذي تقوم به اللجنة التي كلفها جلالة الملك بمراجعة التعديلات.

بينما أكدت الأستاذة إلهام بالفحيلي في مداخلتها عن ارتكاز المرجعية الدينية على العدل والمساواة والدعوة إلى توافق الجوانب الحقوقية مع المرجعية الإسلامية. كما أشارت إلى ضرورة تخطي التعديلات القادمة التغيرات التي تم تجاوزها سابقا، والتشديد على مراجعة مسطرة الطلاق بأنواعه والحضانة والإرث، نظرا للنتائج الكارثية التي أدت إلى خلل بنيوي وتفكك واتساع هوة الصراع. ختمت الأستاذة كلمتها بالوقوف على معضلة زواج القاصرات والزواج المختلط وظاهرة العلاقات الرضائية.

فيما خصصت الأستاذة زينبة بنحمو مداخلتها لمحور التشويش الذي بلغ حد التاويلات والاشاعات، إذ أصبحت متداولة لدى المغاربة، قلبت جميع المفاهيم المتعلقة بالزواج والإرث، كما ركزت الأستاذة على أن التعديلات جاءت لخلق التوازن الأسري والإجتماعي موضحة أن مدونة الأسرة الحالية لم تعد تواكب التطورات الحقيقية للمجتمع المغربي، بالمقابل شددت المتحدثة على أن المؤسسة الملكية ستظل تدافع على حقوق المرأة. واختتمت كلمتها بعرض نماذج لمعاناة ما بعد الطلاق والحضانة.

وذكر المدير الجهوي لوزارة الشباب والثقافة والتواصل” قطاع الشباب” أهمية المشروع الملكي الذي يدعو إلى إجراء تغيرات جوهرية تواكب التطور الإجتماعي، وكذا العمل على توازن الأسره المغربية باعتبارها الركيزه الأساسية للمجتمع، فيما أثنى على المبادرة الجيدة التي قامت بها جمعية التعاون الثقافي ومساندة ذوي الإعاقة بتنظيم هذه الندوة و العمل الجاد الذي تقوم به المختوم بالحيوية وجودة الأنشطة.

 

 

 

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .