حركة “ريد بيل” ..هل اصبح الارتباط بالمرأة الموظفة مزعجاً !؟
يشير مصطلح “ريد بيل أو الحبة الحمراء في الأصل إلى مشهد من فيلم “The Matrix” الذي صدر عام 1999. في المشهد، يُعرَض على الشخصية الرئيسية ” نيو” خيار بين تناول حبة حمراء او حبة زرقاء. الحبة الحمراء ستسمح له برؤية الحقيقة المزعجة للواقع، بينما الحبة الزرقاء ستعيده إلى حياته العادية.
أما في السنوات التالية، التي وافقت ارتباط جيل الألفية بالايفون و منصات التواصل الاجتماعي، تطور مصطلح “ريد بيل” ليصبح رمزاً في الثقافة الشبابية يستخدم لوصف عملية إدراك ومواجهة الحقائق غير السارة التي غالباً ما يتم تجاهلها أو التغاضي عنها. ومع ذلك، فقد استُخدم هذا المصطلح أيضاً في بعض الأوساط بطرق مثيرة للجدل، خاصة في بعض منتديات الإنترنت التي تناقش مواضيع مثل المواعدة والعلاقات والسياسة، لكن الملاحظ مؤخرا هو أن تغريدات vpn المتصاعدة المدفوعة بالطبع و المجهولة المصدر، بدأت بشن هجمة غير متكافئة على من يحملون الأفكار النسوية، خاصة مع الارتباك المفاهيمي اللذي تلى مقترحات مدونة الأسرة. حيث تبنت حركة “ريد بيل” الصراع الذكوري على معتقدات النسوية ، و ذلك كسبيل لتبني وجهة نظر نقدية أو متشكة تجاه الأفكار والمعتقدات (المقبولة عموماً) خاصة ضد النساء الموظفات بشعار “خليها تبور” “خليها تقلب على حميدة”.
لاحظ أن استخدام مصطلح “ريد بيل” متنوع ويمكن أن يحمل تأويلات مختلفة، بعضها قد يكون مرتبط بأفكار معينة في السياسة والثقافة أو حتى النظريات المؤامرة، بينما يستخدمه آخرون بشكل عام للتعبير عن التغيير في الفهم أو الإدراك، لكن الخطير في هذه الحركة الجديدة التي بدأت ترسم معالم افكار جديدة (الحقيقة) ، يمكن القول إنها تفرق بطريقة جندرية ما تبقى من تلاحم المجتمع المغربي الذي ارتفعت به معدلات الطلاق الذي تعتبره الحركة قاعدة للانطلاق نحو ترسيخ أفكارها عند المقبلين على الزواج من الذكور ، وذلك أمام معدلات مرعبة من العنوسة التي ضربت من هن في سن الزواج. ليصبح الواقع بطريقة أو أخرى يحذر من الانجذاب نحو الزواج. التشجيع بطريقة أو بأخرى نحو الانحلال الخلقي و الجنس الرضائي و اختلاط الأنساب.
قد يكون الدافع في الأصل لتبني مجموعة من الشباب لحركة “ريد بيل” اقتصادي بدرجة أولى بعد خروج المرأة للعمل و تمكنها من حيازة هامش كبير من الحرية عكس أمهاتهم ، و قد شجع في ذلك مجموعة من العوامل يمكن أن تكون على رأسها الإمكانيات المادية و العرس الاسطوري الذي كان يروج له على لالة العروسة ،طموحات انتهت كلها أمام قضاء الأسرة بعد أن تفرق الحضور ،لكن بالمقابل ليس صحيحا أن إنجذاب المرأة للرجل أو إرتباطها به يرجع للإعتبارات العاطفية فقط، فالإقتصاد كما في السياسة يلعب دورا رئيسيا في الحب و إختيار الزوج لأن المرأة تقودها عواطفها و حساباتها الدقيقة عكس الرجل و هذا يثير حفيظة المتشبعين بالحبة الحمراء الذي ينقاد خلف نوازعه الحسية، لنفترض حتى لو كنا في عصر مادي، فكل العصور كانت كذلك، فمنذ عشرات السنين أبرزت كثير من القصص دور الإقتصاد في الحب حين قالت و العهدة عليها “إفتح جيبك يتستر عيبك” ” الراجل عيبو جيبو” “الراجل هو الجيب العامر و التامر” و هي نفسها التي تحسرت بعد زواجها حسرة إقتصادية عبرت عنها بقولها “عازبة عدس متزوجة حبة عدس” و هي التي سخرت من العجز الإقتصادي لجارتها فقالت “المرا و الرجل على حبة بصل” .
لكن الغيرة التي يرسمها “ريد بيل “عند الرجل مبعثها الحب أو الرغبة في الإنفراد بأنثاه التملك إن صح التعبير ، بينما الغيرة عند المرأة يغلب عليها الطابع الإقتصادي، فالمرأة عديمة الثقة بالرجل و إن تظاهرت بغير ذلك، لأنها تعرف من تجربتها معه أن أي إمرأة أخرى قد تضحك عليه مثلما ضحكت عليه هي من قبل هذا من منظور حركة النسويات حسب قول الريد بيل، فهي تشعر بالخطر أو التهديد الإقتصادي إذا نافستها إمرأة أخرى في حب زوجها، لكن إجمالاً و بعيدا عن الحركات المتصاعدة من الطرفين و التي لا تخدم في جميع الأحوال المرأة و تضرب في عمق نواة المجتمع. فالمرأة بنّاءة بفطرتها، فهي التي تبني العش و تربي الأولاد، وهي صاحبة الفضل في إختراع علم الإقتصاد، فالإقتصاد معناه باليونانية (فن إدارة البيت) ، و الرجل يعجز عن إدارة البيت وحده ولو إمتلك عشر شهادات دكتوراة، و عندما تشتعل المرأة غيرة من إمرأة أخرى فهو إحساس بالتحفز للدفاع عن إقتصاد البيت، وهذا يفسر تصرفات المرأة إبتداءاً من تفتيش جيوبه ليلاً مروراً بكشف الراتب كل شهر إنطلاقاً من مبدأ (ريّشي راجلك) أو المثل القائل (شعرة من جلد الحلوف مكسب) طبعاً معروف من هو الحلوف هو الرجل يبقى حلوف حتى يجد من يحفظه في غيابه. الحاصل هو الرجوع لله و احترام الرباط المقدس فالزواج سكينة لا تبدأ بالحسابات الضيقة و تبني المفاهيم الناشئة كيفما كانت .
منظور أوسع:
يقول المثل المغربي : الناس الأولين ما خلاو للتاليين ما يقولو.
Comments ( 0 )