حقيقة عزوف الشباب عن الزواج في المغرب
لازلنا ضمن تحليل سلسلة الزواج وتأطيره على جميع المستويات وإيجاد الحلول الواقعية التي تساهم في فك لغز المشاكل المتعلقة به وكيفية تقوية الأسرة وتماسكها في ظل الظروف الصعبة والتغيرات المحظة التي تطال جميع المجتمعات بما فيها المجتمع المغربي الذي لطالما كان رمزاً للأسرة المتينة والانتماء والثقافة المشبعة بمجموعة من الأسس والمرتكزات التي تدعم الزواج والاستقرار والحفاظ على الأسرة على اعتبارها اللبنة الأساسية في المجتمع بل أهم ركائزه. لكن الوضع اختلف في السنوات الأخيرة نتيجة لعدة عوامل، حيث أصبح الوضع لا يبشر بالخير خاصة بعد بروز ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج إما نهائيا أو بشروط. هنا يطرح الإشكال الآتي:
ماهي الأسباب الحقيقية التي جعلت الشباب يعرضون عن الزواج؟
في هذا الصدد، قامت جريدة المنظور تيفي بريس باستطلاع لشريحة كبيرة من الشباب رجالا ونساء لمعرفة الدوافع الأساسية لتفشي ظاهرة العزوف عن الزواج في المغرب، فكان الرد مختلف بين الفئتين إلا أنهما يشتركان في نقطة واحدة ألا وهي الحفاظ على مدونة الأسرة وفقا للشريعة الإسلامية نظرا لأن النظام المغربي يقوم على البيعة التي تدخل في نطاق الشرع ومن الثوابت الأساسية للدولة.
أعربت الآنسة خديجة الرامي حاصلة على شهادة الإجازة في القانون، أن أبرز سبب لعزوف الشباب عن الزواج هو الجانب المادي في الأصل، حيث أن الوضعية المعيشية في الوقت الراهن لا تشجع على الزواج وتكوين أسرة. زيادة على ذلك الارتفاع المهول لمعدل البطالة سواء في صفوف النساء أو الرجال.
وصرح إطار أكاديمي عالي أن المشكل يكمن في التيارات المعادية لاستمرارية الأسرة وتماسكها لأنها هي نواة المجتمع ونقطة ضعفه. إذا أردت أن تغير نظام أي دولة عليك أن تبدأ من المرأة ثم الأسرة وبالتالي تضمن نجاح أي خطة تستهدف بها شعب معين.
بينما رجح السيد نبيل اهناش مختص تربوي في قطاع التعليم السبب الرئيسي في نظره لعزوف الشباب عن الزواج إلى ارتفاع معدل البطالة وعدم القدرة على تحمل المسؤولية والخوف من فشله.
وأكد الدكتور بلال العشيري أستاذ القانون الخاص بكلية العلوم القانونية والإقتصادية والاجتماعية السويسي_الرباط، بخصوص ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج بأن الأسباب متعددة ويمكن إجمالها في مجموع السياسات الرامية إلى القضاء على الفطرة وهدم بنيان الأسرة المغربية.
أوضح شاب آخر، أنه ضد ظاهرة العزوف عن الزواج لأسباب يراها معقولة تتعلق بالعفاف وتكوين أسرة مستقرة مبنية على تعاليم الشريعة الإسلامية وعدم السماح لأي جهة كانت ترغب في استهداف هذا الكيان الذي يرغبون في تدميره بشتى الوسائل الممكنة. وحسب قوله فالزوجة تستحق بيت الزوجية والنفقة شرعاً وقانوناً لحفظ وصيانة كرامتها تفاديا لأي استغلال وكذا حفظ حقوق الأطفال ونفقتهم.
فيما اعتبر البعض أن من بين الحلول البديلة لحل مشكل العزوف عن الزواج القيام بإصلاح جدري لهذه المنظومة و خلق مناصب شغل وكذا تحسين المستوى المعيشي للمواطنين وتأطير المقبلين على الزواج من خلال نهج دورات توعوية وتكوينية لزواج ناجح يشجع الشباب ويحد من ارتفاع معدل الطلاق في بلادنا من أجل إرساء مقومات الأسرة المغربية العريقة والحفاظ على استمرارها.
Comments ( 0 )