حمد الله.. يعلن الاعتزال الدولي بعد أن أنصفه التتويج
عبد الرزاق حمد الله، الاسم الذي لا يختلف اثنان على موهبته التهديفية، عاد ليتصدر العناوين من جديد بعد مساهمته في تتويج المنتخب المغربي بكأس العرب 2024، قبل أن يُعلن اعتزاله اللعب دوليًا، واضعًا نقطة نهاية لمسيرة دولية قصيرة، لكنها ختمت بإنجاز مستحق وصفه الكثيرون بـ”رد الاعتبار”.
حمد الله، المولود بمدينة آسفي سنة 1990، بدأ مسيرته الكروية في صفوف أولمبيك آسفي، قبل أن يخوض تجربة احترافية ناجحة في أوروبا مع أليسوند النرويجي، ثم في آسيا مع غوانغجو الصيني. لكن بريقه الحقيقي سطع في الملاعب الخليجية، خاصة مع نادي النصر السعودي، حيث حطم الأرقام وتُوّج بلقب هداف الدوري السعودي موسم 2018-2019 بـ34 هدفاً. لاحقًا، واصل التألق مع نادي الاتحاد السعودي وتُوّج معه بلقب الدوري موسم 2022-2023.
ورغم الأداء المميز الذي قدّمه على مستوى الأندية، ظل حمد الله خارج حسابات المنتخب المغربي لسنوات، بسبب توترات وخلافات سابقة. ومع ذلك، لم يغلق باب العودة نهائيًا .
ورغم استدعائه لتمثيل المنتخب المغربي في كأس العالم قطر 2022، إلا أن الفرصة لم تُمنح له كاملة، حيث اقتصر ظهوره على دقائق معدودة فقط خلال المنافسات، دون أن يُمنح المساحة الحقيقية لإبراز إمكانياته، وهو ما اعتبره كثيرون تجاهلاً لإمكانات هدّاف متمرس.
وقد كان لحمد الله دور حاسم في نهائي كأس العرب 2024، حيث تألق بشكل لافت بتسجيله هدفين في مرمى المنتخب الأردني ، مُهديًا المغرب فوزًا مستحقًا وتتويجًا تاريخيًا. هذا الأداء القوي أعاد للأذهان قدراته التهديفية الكبيرة، وأكّد أن حمد الله لا يزال في قمة عطائه.
وبعد التتويج، أعلن حمد الله اعتزاله الدولي، في خطوة حمَلَت الكثير من الرمزية، حيث ختم مسيرته مع المنتخب بلقب رسمي، وبتصالح معنوي مع قميص الوطن.
حمد الله، رغم قِصر مشواره مع المنتخب، أثبت أن الوفاء والإصرار يصنعان الفارق، وأن اللاعب الحقيقي لا يحتاج صفحات طويلة ليكتب اسمه في الذاكرة… يكفيه لحظة مجد واحدة أنصفته الكرة فيها.
Comments ( 0 )