كريم أخنخام – (تقارير)
أكد الخبير في ملف الصحراء المغربية والمحلل السياسي الموريتاني، محمد أفو، أن المغرب نجح في معركته الدبلوماسية في مواجهة باقي الأطراف في النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء الغربية المغربية.
المحلل والكاتب السياسي الموريتاني أكد أن المملكة المغربية تسلحت بالهدوء والصمت، متجاوزة مرحلة الخوف من إمكانية مواجهة عسكرية في المنطقة، ومشيرا إلى أن الجزائر لن تستطيع مواجهة حلفاء المغرب الأقوياء (الولايات المتحدة، فرنسا، دول الخليج العربي.. الخ).
وبخصوص قضية “مقتل 3 جزائريين في شاحنتين” الأخيرة، أوضح المتحدث أن الجزائر لم توفق في صياغة بيانها عن قضية الشاحنات المستهدفة مؤخرا. منبّهاً أنها ارتكبت خطأ دبلوماسيا في حق موريتانيا “المحايدة”، فبعد صدور بيان من الجيش الموريتاني ينفي فيه ادعاءات الجبهة بوقوع الحادث في الأراضي الموريتانية، كان على الجزائر أن تكون دقيقة في المعطيات الميدانية.
واسترسل في هذا السياق، “فعبارة ‘قادمة من ورفلة إلى انواكشوط’، كان إلى حد كبير تكذيبا للجيش الموريتاني ومغالطة للرأي العام في المنطقة، إذ كان عليها تحديد مكان الحادث بدل إقحام إسم موريتانيا في حدث لا علاقة لها به ولم يقع في أراضيها”.
لقد كان “بيانا سياسيا” بحسب أفو، “يستنفر الرأي العام الموريتاني ويوهمه أن المغرب تتعمد ضرب مصالحه، في الوقت الذي لم يتم التحقيق أو التحقق بعد من الحادث و طبيعته، والذي ظهر لاحقا أنه وقع في أراض خاضعة للجبهة”.
واعتبر أفو في حوار إعلامي، أن “الجزائر لا زالت تعمل وفق استراتيجيات الدولة الشيوعية التي تعمد إلى توظيف كل الأحداث في سبيل تأزيم النزاع”، وبالرغم من تلك المناورات، استبعد المتحدث اندلاع حرب بين المغرب والجزائر.
إلى ذلك اسبعد الخبير السياسي أن تؤدي التوترات الأخيرة إلى “صدام عسكري”، حيث وصفها بأنها “ليست نشازا عن سابقاتها وإن بدت أكثرها حدة وتأزما”.
وعلل قراءته بأن القضايا العالقة في دهاليز المحاكم والوساطات الدولية، دائما ما تتم تغذيتها وتوتيرها لكسب “أوراق تفاوضية”، حسب طبيعة ووتيرة الوساطات الدولية.
وبخصوص بلاده موريتانيا، تطرق أفو لدور الجارة الجنوبية الشقيقة في النزاع المفتعل، مشدّدا على أن بلاده يجب أن تكون “وسيطا وحليفا إيجابيا” لأطراف النزاع دون الوصول للاعتراف ب”دولة الصحراء”، مؤكدا على أن “اعتراف موريتانيا بجبهة البوليساريو كان خطأ ومؤامرة”.
واختتم في هذا السياق، مشددا أن: “الأعتراف كان خطأ بل مؤامرة لم يأمر بها الرئيس آنذاك ولا علم بها إلا بعد وقوعها (سيكشف التاريخ عن ما حدث في الجزائر مع الوفد الموريتاني آنذاك)، لكن الاعتراف في المجمل كان خطأ تاريخيا كبيرا، وتنازلا غير مبرر وبلا ثمن”.
Comments ( 0 )