“ديونيسوس” و إثارة الشهوة الجنسية الجماعية في حفل افتتاح الأولمبياد

“ديونيسوس” و إثارة الشهوة الجنسية الجماعية في حفل افتتاح الأولمبياد

 

 

 

جدل كبير تناقلته وسائل الإعلام عبر العالم في حفل افتتاح الألعاب الأولمبية باريس هذه السنة، حيث كانت الأضواء مسلطة على ذلك الشخص الأزرق الذي مثل دور ديونيسوس، الإله اليوناني القديم. ومن حوله، ظهرت الباكوسيات، مرافقي ديونيسوس، على مائدة العشاء الأخير.

ماذا بعد

 

لم يخطأ أحد في رصد كثرة المجون الذي صوره المشهد، لدرجة منعه من البث على العديد من القنوات المحافظة لقد كان الحفل تجسيدًا حديثًا بسينوغرافيا متطورة للروح الديونيسوسية الماجنة احتفالًا بالعربدة التي يجلبها ديونيسوس أينما حل، مع العلم أن العاب الأولمبية عرفت تدابير صارمة منذ 2012 في لندن بعد تشديد لجان المراقبة لغرف القرية الأولمبية (قرية الحب) حيث يتذكر الرياضيون بأن الفوز بالميدليات و الألقاب لا يضاهي نبل توطيد العلاقات الإنسانية بين الشعوب.

 

و لان الأمر لم يتوقف عند حدود الحفل؛ لإن البشرية بأكملها تعيش في عالم أصبح ديونيسوسيًا، اي عالم من التجارب الحسية والانغماس في الملذات والشهوات والتحرر القميئ!

 

كما كشفت دراسات أن الرياضيين من أكثر البشر تعطشا للجنس و العلاقات الحميمية، و هذا ما تعززه سجلات الدورات الأولمبية السابقة التي سجلت انفجارا جنسيا وصل حدود التحرش دون مواعدة في بعض الحالات. إذ سجلت العديد من الدورات حالات حمل و اختلاط الأنساب و إصابات بأمراض جنسية و اعتقالات على خلفيات تهم تحرش.

 

و لانه لا يمكن منع الرياضيين من ممارسة نزلت الجنس الكبرى التي تصيب القرية الأولمبية في أكثر من مناسبة، سبق للندن توزيع آلاف الواقيات الذكرية بلغت(170 الف) في 2012 على الممارسين للرياضة في خطوة تلتها غضبة المؤثرين و المدربين. و عبروا بما مضمونه أن كل ما يحرقونه بالنهار في التداريب و التركيز و الابتعاد عن الإجهاد يتم دكه دكا في الليل. لكن رد اللجنة حينها جاء لحماية ضيوف الأولمبياد من الفيروسات المنقولة جنسياً وسط الأجواء الملتهبة للمنافسة

 

 

ماذا إذن عن احضار ديونيسوس الإله اليوناني إلى باريس، وهو أكثر الآلهة غرابة من حيث دوره ومكانته في الميثولوجيا اليونانية.

 

كما أنه إحدى الآلهة الأولمبية الاثني عشر الأكثر أهمية رغم أن أمه بشرية وسلوكه غريب جدا حسب قول الاسطورة.

 

فبشكل عام جعل هذا الرجل الازرق الباحثين دائما يتجادلون حول أسباب ترك الإله زيوس له رغم هوسه بالنظام، وقبل ذلك لماذا ضمنه الإغريق في ميثولوجيتهم رغم شخصيته الفوضوية والمفرطة في كل شيء وهم لا يمقتون شيئا كمقتهم الإفراط والفوضى في الكون؟!

 

فهل كان احضار ديونيسوس و هو إله الخمر والجنون والاحتفال والمجون والطبيعة الوحشية والسادية وكل أنواع الانحرافات الجنسية، لزيادة جرعة الانحلال الاخلاقي الذي وصل بالغرب لدرجة التماهي مع الظواهر الشاذة في الرياضة بعد التربية !

 

فاسطورة دينوسوس تجمع بين الكثير من المتناقضات، التي طفحت للسطح مؤخرا، فهو ذكر وأنثى في نفس الوقت، وحكيم ومجنون، وإله وإنسان، وغني وفقير، ومتحضر ومتوحش، وسادي ولطيف، وأجنبي ومحلي في آن واحد (Metic)

فيه شيء من الحضارات الأخرى التي زارها كفارس والهند وبلاد الرافدين، ويمضي وقته في الترحال بين المدن اليونانية، رحالة أبدي ينتمي إلى هنا وفي نفس الوقت إلى هناك،

لو كان إنسانا يعيش بيننا اليوم لوصف بالمواطن العالمي الذي لا ينتمي إلى شيء سوى إلى رغباته ومجونه.

في الميثولوجيا اليونانية كان ديونيسوس يتنقل بين المدن ومعه موكبه الاحتفالي الذي يضم نساءً أفقدهن عقلهن يُعرفن بـ “الباكوسيات”،

هؤلاء الباكوسيات لا يتركن انحرافا جنسيا أو غير جنسي إلا يأتينه، مع أفعال سادية ووحشية مرعبة نحو الأطفال والحيوانات.

 

وعلى خطى ديونيسوس كان عُباده وكاهناته الباكوسيات في الواقع يسيرون في مواكب احتفالية ماجنة لتعظيمه تجوب مختلف مدن اليونان و بعض مناطق البحر المتوسط إلى أن منعهم من ذلك الرومان.

 

لكنهم واصلوا طقوسهم بشكل سري إلى أن استأصلت طقوسهم المسيحية في النهاية مثلما استأصلت كل الطقوس الوثنية أو جعلتها مسيحية فيما بعد.

 

الصورة الكبرى

إذا كان اختيارا موفقا من منظمي الحفل، وهم يعلمون جيدا من هو ديونيسوس، فلا أحسن منه لتمثيل الإنسان اللامنتمي والمعولم والاحتفالي والمنحرف والشاذ العربيد في هذا الزمان المضطرب!!

 

منظور أوسع:

 

الرذيلة إن كنت تراها من صفات القبيحة فهي بالنسبة للمنحرفين و داعميهم عين الفضيلة.

 

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)