سقوط كابول في قبضة طالبان .. تطورات جديدة في الإنتظار

أعلنت حركة طالبان عن سيطرتها رسميا على العاصمة الأفغانية كابول، وأكدت أن الحوار بدأ من أجل ضمان انتقال سلمي للسلطة دون إراقة الدماء، كما جاء في الخرجة الإعلامية للحركة.هذا التطور الجديد في هذه الرقعة التي دائما ما اتسمت بالتوتر، وغياب الإستقرار، يأتي ليعلن عن تغييرات مهمة في الخريطة الجيوستراتيجية للمنطقة.
وبحسب خبراء سياسيين، فإن سيطرة طالبان على السلطة في أفغانستان، قد يكون وراءه صفقة بين المعسكر الغربي وطالبان، تقضي بتسليم أفغانستان للحركة بعد مفاوضات الدوحة، وبالتخلي عن النظام الحاكم.
ويرى الكثيرون، أن الولايات المتحدة ومعها بريطانيا، وحلفاؤهما ، الفاعلين في المنطقة، يحاولون صناعة دولة دينية “سنية” على غرار السعودية، لمواجهة التوغل الإيراني وكذلك روسيا والصين، اللتان بدأتا للتو تعاونا عسكريا ضخما لمواجهة أي تهديد أفغاني على أمنهما القومي، في الوقت الذي تحاولان فيه التقرب أيضا من “طالبان”، في إطار إستراتيجية ديبلوماسية محضة، عبر وعود بإعادة الإعمار وتدريب القوات الأمنية والعسكرية.
يأتي كل هذا، في وقت قامت فيه الولايات المتحدة بمعية حلفائها، بنشر الآلاف من الجنود بالأردن، من أجل تأمين البلاد، التي يبدو أن نظامها بدأ في الهوان، إذ يعاني من مشاكل داخلية وانشقاقات داخل الأسرة الحاكمة منذ مدة، وقد يسقط في أية لحظة.
الخطوة الأمريكية التي تبدو في ظاهرها أنها جاءت لحماية الأردن، فإنها تهدف بالأساس إلى قطع الطريق أمام إيران للتوغل في البلاد، ومن تم لتمكينهم من خلق قاعدة عسكرية للدخول من جديد الى سوريا، وتأمين لبنان المنهارة.
جميع هذه المعطيات، تؤكد تغير خريطة المنطقة، إذ أصبحت الكثير من البلدان، مهددة في أمنها الداخلي، بسبب دخول الصراع الصيني الروسي الإيراني مع الولايات المتحدة وحلفائها منعطفا جديداً، بحيث أن إدارة بايدن تريد قيادة حرب جديدة، ستعصف ببعض الدول لا محالة، خاصة تلك التي وجدت نفسها وسط المعركة، ولا تجيد اللعب، وذلك مع استمرار بروز النظام العالمي الجديد بعد الجائحة.
في منطقة المغرب الكبير، يستمر التقارب الإيراني الجزائري في إحداث شرخ كبير، سيزعزع استقرار المنطقة الملتهبة أصلاً، بفعل نشاط الجماعات الارهابية. ورغم جهود الرباط لتهدئة المغامرات الجزائرية، إلا أن الأخير مستمر في التعنت ومُصِرّ على التصعيد.

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .