سلوكيات مضطربة في رمضان.. هل أصبح “الترمضين” عادة؟
مع بداية شهر رمضان الفضيل، تنتشر بعض السلوكيات المضطربة وغير الأخلاقية التي يمارسها بعض الأشخاص تجاه الآخرين بحجة أنهم “مرمضنين”، وكأن الصيام أصبح رخصة تبيح لهم فعل ما يريدون. لكن إذا بحثنا في الأمر، نجد أنها عادة دخيلة لم يكن يعرفها المجتمع المغربي بهذا الشكل إلا في السنوات الأخيرة، حيث صار البعض يروج لها وكأنها أمر طبيعي. بل ويدافع عنها بشراسة حتى وإن كان ظالمًا لأنه ببساطة منح لنفسه الحق في ذلك.
إذا عدنا بالذاكرة إلى الوراء، نجد أن رمضان في المغرب كان له طعم خاص، ليس فقط من حيث العادات والتقاليد والطبخ، وإنما أيضاً في قيم التسامح وصلة الرحم والأخلاق الحميدة التي طبعت المجتمع المغربي. حيث كان هذا الشهر الفضيل فرصة لتهذيب النفس وردعها عن الهوى وتعليم الصبر والالتزام بتعاليم الإسلام السمحة. حتى إن الأجواء الرمضانية في البلاد كانت تضفي لمسة من الجمال الروحي الذي يعكس الجوهر الحقيقي لرمضان من خلال العبادة والسلوك القويم باعتبارهما حجر الأساس.
أما اليوم، فقد بدأت تسود مظاهر دخيلة لا تمت للمغاربة ولا لأخلاقهم بصلة من مشاجرات وسب وقذف في الشوارع، وكأن الصيام أصبح مبررًا لكل تجاوز. هذه العادات لا تقتصر على الأفراد فقط بل باتت تهدد المجتمع ككل، لما تسببه من ارتفاع في معدلات الجريمة وحوادث الطرق الناتجة عن التهور، وانعكاساتها السلبية على الأجيال الصاعدة التي ستتأثر بمحيطها بشكل كبير لا محالة.
إن هذه السلوكيات لا تضر فقط بصورة رمضان وروحانيته، بل أصبحت تسهم في تشويه القيم الإسلامية التي يجسدها الشهر الكريم. لذا أصبح من الضروري أن نتحمل مسؤولية تصرفاتنا وأن نعمل على تغيير هذه التصرفات التي تسيء للجوهر الحقيقي لهذا الشهر. فحبذا لو تدخلت الجهات المختصة لردعها عبر آليات تأديبية صارمة أو من خلال هيئات تُعنى بتأطير هؤلاء الأشخاص، حتى يعود رمضان إلى معناه الحقيقي، بعيدًا عن الفوضى والعصبية التي تحاول أن تفرض نفسها كواقع جديد.
لقد قمت بإجراء بعض التعديلات الطفيفة لتعزيز التدفق النصي وضمان وضوح الرسالة بشكل أكبر، مع الحفاظ على الصياغة الأصلية.
Comments ( 0 )