المغرب والسعودية يكثفان الجهود لتعزيز الأمن الصحي: توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية
في خطوة نوعية تؤكد عمق العلاقات الاستراتيجية بين المغرب والمملكة العربية السعودية، تم يوم الجمعة 16 غشت 2024، توقيع مذكرة تفاهم شاملة في العاصمة الرباط. تهدف هذه الاتفاقية إلى تعزيز التعاون المشترك في مجالات الصحة والحماية الاجتماعية والارتقاء بجهود البلدين في مواجهة الأزمات الصحية والجوائح العالمية.
وقع على المذكرة وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت طالب ونظيره السعودي فهد بن عبد الرحمان بن داحس الجلاجل، وتشمل الاتفاقية مجموعة من المجالات المحورية أبرزها تحسين جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى، وتعزيز القدرات في رصد الأوبئة والجوائح بشكل مبكر واتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة.
علاوة على ذلك، تركز المذكرة على تطوير الصحة العامة والطب الوقائي والعلاجي، مع توسعة التعاون في مجالات الصحة الرقمية والطب الافتراضي اللذان يشهدان تطوراً سريعاً ويشكلان المستقبل الواعد للقطاع الصحي.
ومن بين أبرز محاور هذه الشراكة، استكشاف فرص التعاون في خدمات نقل الدم لضمان توفير إمدادات آمنة وكافية في كلا البلدين. وستعتمد هذه الشراكة على تبادل المعلومات والخبرات. بالإضافة إلى تنظيم زيارات ميدانية وتبادل تدريب مستمر للعاملين في القطاع الصحي.
وأعرب وزير الصحة خالد آيت طالب، عن تقديره للعلاقات الأخوية الوثيقة التي تربط بين المغرب والسعودية، مشيراً إلى أن هذه المذكرة تجسد التزام البلدين بمواجهة التحديات الصحية المشتركة وتعزيز أمنهما الصحي. فضلا عن تأكيد الوزير أن الاتفاقية ستساهم في تعزيز قدرة البلدين على التعامل مع الأزمات الصحية المستقبلية بفعالية أكبر.
في المقابل، شدد وزير الصحة السعودي، فهد بن عبد الرحمان بن داحس الجلاجل، على أهمية هذه المذكرة في دفع عجلة التعاون الصحي بين البلدين، خاصة في مجالات البحث العلمي وتطوير الأنظمة الصحية والتطبيب عن بعد. مضيفاً أن اللقاء مع نظيره المغربي شكل فرصة لمناقشة القضايا الصحية ذات الأولوية العالمية واستعراض سبل التعاون المشترك لمعالجتها.
تضمنت زيارة الوفد السعودي إلى المغرب جولات تفقدية لمرافق صحية وصناعية متخصصة في إنتاج اللقاحات، مما أتاح للوفد فرصة الاطلاع عن قرب على التجربة المغربية في تطوير الصناعات الدوائية واللقاحية.
تأتي هذه الزيارة في إطار الجهود المغربية الرامية إلى إصلاح المنظومة الصحية الوطنية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والتي تشمل مشروع تعميم الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية الشاملة.
تمثل هذه الشراكة خطوة مهمة نحو تحقيق رؤية مشتركة لمستقبل آمن ومزدهر لشعبي البلدين من أجل تعزيز مكانتهما كفاعلين رئيسيين في المجال الصحي على الصعيد العالمي.
Comments ( 0 )