هشام الحو
قبل أقل من عامين انخفضت أسعار النفط إلى السالب عندما انتشرت جائحة كورونا التي فرضت قيودًا على السفر و الحركة و الرواج. والكثير من شركات الطاقة اقتربت من اشهار إفلاسها، وتم إخراج شركة إكسون العملاقة من مؤشر داو جونز بعدما فقدت جزءا من جاذبيتها للمستثمرين.
فسبحان مغير الاحوال ؛ الشركة العملاقة “اكسون” في قطاع الطاقة حصدت هذه السنة أرباحًا قياسية بلغت 17.9 مليار دولار في الربع الثاني فقط: وهو ما يعادل أكثر من ثلاثة أضعاف أرباح الفترة نفسها في السنة الماضية.
والشركتان الضخمتان الأخريتان شيفرون وشيل سجلوا أيضاً أرباحًا قياسية بهذا الربع.
الشركات الثلاث مجتمعة حصدت ما يقارب 46 مليار دولار من الأرباح في ثلاثة أشهر فقط. شركة إكسون موبيل وحدها حصدت 2.245 دولار في كل ثانية من الربع الثاني.
فقطاع الطاقة حول العالم، استفاد الكثير من ارتفاع أسعار البترول إن لم يكن اكبر مستفيد، لا سيما مع عودة الحياة بعد الجائحة، واجتياح روسيا لأوكرانيا الذي زاد من القلق حول الإمدادات.
ومن حيث سوق الأسهم، فأسهم الطاقة تفوقت على جميع الأسهم بلا مقارنة هذه السنة حيث ارتفعت بـ 35 هذه السنة مقارنة بهبوط عام بنسبة 14% في مؤشر الـ S&P.
فسبحان مغير الأحوال فعودة الناس إلى الحياة (الطبيعية)..ركوب السيارات والقاطرات ، رفعت من أسعار البترول لأكثر من 120 دولار للبرميل دافعةً أسعار الغازوال الملوث إلى مستويات قياسية، ومُساهمةً في العديد من الأزمات السياسية للحكومات خاصة من جمعوا بين السلطة و المال (تضارب المصالح)،
و هذا ما جعل رواد التواصل الاجتماعي عندنا في المغرب يحتجون على ارتفاع سعر الوقود ليلحق بهم محبوا ركوب المناسبات الإحتجاجية دون إضافة ،سوى تأجيج المشاعر دون نتيجة تذكر ضاربين بأيديهم يمنى و يسرى ،نظرا لفراغ الأرصدة النضالية من سيولة ثقافة الاحتجاج.
فبالمغرب ارتفع الرقم القياسي لأسعار المنتج لقطاع الصناعات التحويلية باستثناء تكرير النفط بنسبة 0.6٪ خلال شهر يونيو 2022 مقارنة بشهر مايو 2022 لأننا لم نعد نملك وحدات تكرير البترول ،النشاط الذي قل مع إغلاق مصفاة “لاسامير” بسبب إهمال من يحاولون الركوب على الأزمة اليوم .
فالتضخم اليوم حول العالم لم يحصل مثله منذ 40 عامًا، و يشير المستهلك و الخبراء بأصبع اللوم نحو شركات الطاقة متهمين إياها بأنهم يستغلون الموقف لزيادة أرباحهم.
من منظور مستقبلي: تقول الأحجيات أن قطاع الطاقة رغم كسره للمألوف في الربع الثاني، لكن يتوقع البعض أن فترات الربح لن تدوم، فرفع البنوك المركزية لنسب الفائدة قد أبطأ الاقتصادات حول العالم، مما خفض أسعار النفط، ومنذ ذلك الحين انخفضت أسعار أسهم الطاقة بـ 18% منذ يناير، كما أن المكلفين بالمالية حول العالم على غرار فوزي يفكرون حاليا في رفع الضرائب على شركات العمالقة للمساهمة من أرباحهم لدعم السياسات الحكومية الموجهة للدعم الاقتصادي الموجه للشركات الناشئة المحلية بعد تضرر روابط العولمة بعد الجائحة و هيجان الدب الروسي و التنين الصيني على الاقتصاد العالمي .
Comments ( 0 )