طريق الحرارة والبدوزة: تسريبات مسرحية انتخابية بقلم السيد الزرهوني تحت قبة البرلمان

طريق الحرارة والبدوزة: تسريبات مسرحية انتخابية بقلم السيد الزرهوني تحت قبة البرلمان

 

 

في مشهد كوميدي درامي يستحق جائزة أوسكار الصراحة، أطل علينا قيدوم البرلمانيين، السيد الزرهوني، من إقليم أسفي، بطل سؤال برلماني لم يشهد له قبة البرلمان مثيلاً. ثلاثون عاماً من الخبرة السياسية لم تذهب سدى، فقد اختار الزرهوني لحظة ذهبية ليكشف عن المستور، ويضع على طاولة وزير التجهيز مطلباً شعبياً بطعم انتخابي: إصلاح الطريق الرابطة بين جماعة حد الحرارة والبدوزة، تلك الطريق التي أصبحت أشبه بمتاهة لاختبار صبر السائقين. لكن، انتظروا، ليس هذا هو الجزء المثير! الزرهوني، بكل جرأة، طالب بتسريع الإصلاحات لـ”استمالة الأصوات الانتخابية”، لأن الانتخابات، كما قال، “على الأبواب”!

نعم، عزيزي القارئ، لقد قالها بملء الفم، وكأنه يفتح لنا نافذة على أروقة الأحزاب السياسية، حيث تُعد الخطط، وتُرتب الأوراق، وتُحجز المشاريع في أدراج الانتظار حتى يحين موعد الحملة الانتخابية. هناك، في تلك الغرف المغلقة، تُرسم خارطة الولاءات، وتُوزع وعود الإصلاحات كالحلوى في موسم الأعياد. الطرق المهترئة؟ ستنتظر. المشاريع العالقة؟ ستُطلق في اللحظة المناسبة، عندما تكون الكاميرات جاهزة والناخبون في أوج حماسهم.

السؤال البرلماني لم يمر مرور الكرام، بل أشعل مواقع التواصل الاجتماعي بنيران السخرية والتعليقات اللاذعة. المواطنون، الذين اعتادوا على هذه المسرحية كل بضع سنوات، لم يتمالكوا أنفسهم من الضحك: “الزرهوني قال ما نخاف نقولوه!”، “الطريق ديال البدوزة غادي يتصلح… ولكن بعد الحملة!”، بينما تحولت القبة إلى مسرح للتصفيقات والهتافات، ليس لأن الطريق ستُصلح غداً، بل لأن الزرهوني، عن قصد أو غير قصد، رفع الستار عن لعبة سياسية يعرفها الجميع ويهمس بها الكثيرون.

في الحقيقة، هذا المشهد ليس سوى حلقة من مسلسل طويل بعنوان “الانتخابات المغربية: موسم الوعود”. قبل أشهر من الاستحقاقات، تبدأ الأحزاب بتسخين محركاتها، ليس بحل المشاكل، بل بتأجيل الحلول لتكون بمثابة ورقة رابحة في اللحظة الحاسمة. الطرق تصبح رمزاً، المشاريع تتحول إلى رهانات، والمواطن؟ حسنٌ، هو الجمهور الذي يُطلب منه التصفيق في النهاية.

السيد الزرهوني، بصراحته النادرة، لم يكتفِ بطرح سؤال، بل كشف عن قواعد اللعبة: لا إصلاحات دون حسابات، ولا مشاريع دون أصوات. فهل سيُصلح الوزير طريق الحرارة والبدوزة؟ ربما، ولكن لا تتعجلوا. انتظروا حتى تُرفع لافتات الحملة الانتخابية، وتُوزع الابتسامات المصحوبة بالوعود. عندها فقط، قد تصبح الطريق سالكة… أو ربما تبقى حكاية أخرى من حكايات الانتظار السياسي.

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .