طريق العبور نحو جنوب غزة ..شارع صلاح الدين اصبح مصيدة للفلسطينيين 

طريق العبور نحو جنوب غزة ..شارع صلاح الدين اصبح مصيدة للفلسطينيين

 

لم يعد للفلسطينيين النازحين نحو الجنوب أو بالأحرى المُهجرين من ديارهم طريق نحو النجاة غير شارع صلاح الدين، المليء بالحفر الناجمة عن الغارات الجوية،طريق تصطف على جانبيه الدبابات الإسرائيلية وانقاذ ما كان في السابق مباني فلسطينية.

ممر صلاح الدين اصبح السبيل الوحيد لمغادرة الجزء الشمالي من غزة نحو جنوبها، حيث طلبت إسرائيل من الفلسطينيين و الأجانب الذهاب بأرواحهم. نحو أمان.

لكن

بينما تكثف قوات الاحتلال الإسرائيلية هجومها البري على شمال غزة، يتجه آلاف الأشخاص اليائسين إلى أسفل الطريق خلال فترة يومية قال فيها الجيش الإسرائيلي إنه سيضمن المرور الآمن.

في حين تقدر الأمم المتحدة أن 15 ألف شخص استخدموا الطريق الوحيد للخروج من الجزء الشمالي من القطاع يوم الثلاثاء، وهو ثلاثة أضعاف العدد الذي مر في اليوم الواحد ، بعد أن كانت فوهات البنادق تستهدف اي شئ يتحرك ،اذ سبق لناشط فلسطيني توثيق فيديو على دراجته لاشلاء بشرية عل طول الطريق الأسبوع الماضي.

صور إخبارية أخرى بالإضافة إلى مقطع فيديو نشره جيش الاحتلال بعد ظهر الأربعاء، وهو اليوم الخامس الذي تم فيه فتح ممر الإخلاء، صَور جزءًا -من ممرهم الآمن الذي تدعي اسرائيل تأمينه- يوثق لرجال ونساء وأطفال يتحركون سيرًا على الأقدام عبر المباني نصف المدمرة، وفي بعض الحالات يلوحون باللون الأبيض. أعلام، على طريق يحمل اسم أحد أشهر الفاتحين المسلمين في التاريخ. يحملون حقائب صغيرة، لكن لا توجد حقائب سفر. يركب البعض عربات تجرها الحمير، لكن معظمهم يسيرون على الأقدام و يحملون أطفالهم.

الرحلة التي تستغرق ساعات على طريق العُزل المُستهدفين ، بما في ذلك الأطفال وكبار السن وذوي الإعاقة، سافروا سيرًا على الأقدام ومعهم القليل من متعلقاتهم وقصصهم و أحلامهم و آمالهم المفقودة التي عصفت بها صفقة القرن و خدلان المجتمع الدولي. بعض الوافدين إلى الجنوب أبلغوا عن اضطرارهم لعبور نقاط التفتيش الإسرائيلية، حيث قالوا إن القوات الإسرائيلية كانت تقوم بالاعتقالات وسط كل من ضهر عليه آثار السلامة الجسدية.

بعض سكان غزة الذين قاموا بالرحلة أو حاولوا القيام بها في الأيام الأخيرة وصفوا تعرضهم لإطلاق النار من اتجاه الدبابات الإسرائيلية بالعشوائي، على الرغم من الوعد الصهيوني بالمرور الآمن، بينما قال آخرون إنهم رأوا جثثا على طول الطريق، أو أجزاء من الجثث، متناثرة.

يقول مسؤول بالأمم المتحدة طلب عدم الكشف عن هويته لمراسل صحيفة امريكية بسبب حساسية الأمر إن الأمم المتحدة على علم بمثل هذه التقارير لكنها لم تحدد مصادر تهديد المدنيين.

من جانبه رد جيش الاحتلال عن سؤال حول تقارير إطلاق دباباته النار على اللاجئين، في بيان له إنه يستهدف مقاومة حماس في جميع أنحاء غزة. وقال أيضاً إن هجماتها على أهداف عسكرية تمت بموجب القانون الدولي، بما في ذلك اتخاذ “الاحتياطات الممكنة للتخفيف من الخسائر في صفوف المدنييين”.

قِصة ضحية مُحتمل من 10500 قتيل فلسطيني..
كل رقم يحمل قصة أُسية.

يقول أنس الكرد، المسعف في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، انه توجه جنوبا يوم الاحد مع ابنة عمه التي بُترت ساقيها بعد إصابتها في الحرب، وآخرين، بينهم أربعة أطفال. وكانت سيارتهم هي السيارة الوحيدة في الأفق. وأضاف أن الجميع حوله رفعوا أيديهم في لفتة استسلام بينما كانوا يسيرون حاملين القليل من الأعلام البيضاء، يضيف أنس لصحفية امريكية أنه لدى اقترابهم من ميدان الكويت، وهو تقاطع رئيسي في مدينة غزة، تعرضوا لإطلاق نار مما أجبرهم على التراجع. حاولوا مرتين أو ثلاث مرات المضي قدمًا، لكنهم اضطروا إلى العودة مرة أخرى بسبب كثافة نيران الاحتلال. عند وصلولهم أخيرا إلى الميدان، تمكن من رؤية أكثر من 50 دبابة إسرائيلية في مكان قريب يقول أنس، حيث كان يوجد بستان زيتون. وقال إنه لوح بالبطانية التي تغطي ابنة عمه بدلا من العلم الأبيض، بينما لوح بعض رفاقه، وهم مواطنون مزدوجو الجنسية، بجوازات سفرهم الحمراء الألمانية. يضيف أن بعض الناس قرروا عدم المغادرة رغم ندرة المياه و الموارد الوجودية ، حيث رأوا أن الجنوب ليس أكثر أمانًا أو مرتبطًا بالشمال بمخاوف أخرى. المسعف انس قد قطع نحو ثلث المسافة المتبقية إلى المنطقة الوسطى من غزة، اصطدم بالأشجار متكسرة والكتل خرسانية، يقول إنها تعرضت هي الأخرى لإطلاق النار . وقال إنه كان يقود سيارته “بسرعة جنونية” للهرب، حين سقوط صاروخ أو قنبلة من طائرة حربية في مكان قريب. وأضاف أنه لم يصب أحد، لكن سيارته اصطدمت بحفرة في الطريق وتطايرت إحدى أجزائها.
وقال بعد يوم واحد من وصوله إلى المنطقة الوسطى من قطاع غزة: “لا أعرف كيف نجونا”.
كما لم يتسن التأكد من روايته بشكل مستقل كما تقول الصحفية. وحدها صور الناشطين الفلسطينيين توثق حجم المأساة التي يعيشها هذا الشعب الفلسطيني على طريق صلاح الدين.

من منظور اوسع

محور صلاح الدين أو محور فيلادلفيا (بالعبرية:ציר פילדלפי)، هو اسم شريط حدودي ضيق داخل أراضي قطاع غزة، يمتد المحور بطول 14 كم على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر. ووفقاً لأحكام معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية لعام 1979، تسيطر القوات الإسرائيلية وتحرس تلك المنطقة العازلة.

 

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .