طريق الميت عبر مركز الأموات من المستشفى الإقليمي نحو بادية الحاضرة .
حين يكون الموت باهتاً وبلا هيبة ولا ناموس يشذب مراسيمه، تغدو النقود وحدها من تنتشل المشهد من حضيضه .. الدموع و الحصرة وحدها وبلا مال لاكرام الميت بدفنه لا تجدي نفعاً اليوم، انه موت الاجرائات.
وحدها الرشوة تعيد توازن الاشياء وتضعها شاخصة أمام قلقها الحقيقي في لحظة انعدام أي ضمير مهني يراعي عذاب أهل الميت حينها..
تحول كل شئ بفضل موظف الجماعة بمركز الاموات خلف المستشفى الاقليمي الى جحيم تخطى جحيم المستعجلات و غرف الانعاش ذاتها،جحيم انسى البدو المتناثر على إقليم آسفي و القادمين على عجل من المسالك الوعرة من الجماعات الترابية الصويرة ،الشماعية، اليوسفية، السبت جزولة ،الصعادلة ، انساهم رحلة العذاب على ايقاعات الأنين و الالم التي تطبق عليها ستائر الموت.
ليجدوا أن كل شئ بحاضرة المحيط اصطبغ بلون النواح ورائحة الخوف وسمة العتمة والسواد بعد فقدان أحبابهم بالمستشفى الإقليمي (فات الميعاد).
بقية القصة إن لم تكملها لك المكلفة ببيع المعدات الطبية أن بقي على قيد الحياة عزيز قومك ،ستتابع أطوارها بمركز الاموات للحصول على ترخيص بالدفن خارج الجماعة ،ليست الجماعة الترابية هذه المرة ،بل جماعة (أصحاب الحسنات) اللذين راكموا تجارب نموذجية في تقريب الإدارة من المواطن ،بسند البدو المحملين بالنقود لقضاء أغراضهم داخل مركز الأموات ،و تسريع إجراءات الدفن بتعبئة سريعة من محاصيل الجفاف، للاتصال بالمنادى المقصود لنقل الجثمان،ودفن التصريح .
Comments ( 0 )