عرّاب المؤثرين..متى تكون مؤثراً !؟

هشام الحو
عندما يتحدث المؤثرون عن شيء، من الخطأ أن تعتقد أنه فعلًا يعني ما يقول وأنه سينفذه. على الأقل ليس بالسرعة والبساطة التي يتحدث بها ،فقد يكونون شعراء أحيانا او دبلوماسيين ؛ نعم تعني عندهم ربما و ربما تعني لا و لا لا تقال، كالسياسين أحيانا لا يرفضون طلبا لكن لا يقضون غرضا،  أو يفكرون بصوت مرتفع بعد ان يتذوقوا رغد الحياة .
وكأغنى رجل في العالم، ورئيس لشركة قيمتها أكثر من تريليون دولار، كلماته تحرّك الأسواق، وتحدد التوقعات وتتحكم في قيمة العملات الرقمية و اسواق الالكترونيات ،يعتبر الون ماسك أحد أكثر المؤثرين عبر العالم اليوم.
تكمن غرابة إلون  ماسك في أنه يفكر بصوت عالي على تويتر خاصة ،بشكل مختلف تماما عن الطريقة الحذرة و البرتوكول الذي يتكلم به معظم الرؤساء التنفيذيين للشركات.
آخر مثال عن غرابة هذا الرجل هو تراجعه عن قراره في الانضمام لمجلس إدارة تويتر بعد شرائه 9,6% من أسهم الشركة. مما يسمح له بشراء حصة أكبر من الشركة في المستقبل، والمطالبة بتغييرات أكبر.. أو الاختيارين معًا لكنه فضل الاستثمار فقط و الابتعاد عن الإدارة.
فقد يؤثر على قدرته لتحويل كل ما يلمسه إلى ذهب مستقبلاً رغم تناقض تصريحاته و عجاىبيتها أحياناً :- يوم الثلاثاء قال أنه سينضم إلى مجلس إدارة تويتر، ثم تراجع عن ذلك.- في 2017 قال أنه كان لديه التمويل لتحويل شركته  “تيسلا” إلى شركة خاصة، ولكن ذلك لم يكن صحيحًا، واستمرت الشركة في سوق الأسهم.- كما وعد مرارًا وتكرارًا بأن خاصية القيادة الذاتي بالكامل على وشك النزول للسوق، ولكن “تيسلا” حتى الآن مستمرة في كونها ذاتية القيادة “جزئيًا”.
لكن هذا لا يعني أن الرجل يكذب على الجمهور بحسب خبراء سمعة العلامات التجارية، لأن ما يقوم به الآن هو بناء السمعة “الوعد بالكثير، وتنفيذ القليل”.
 ويرى الخبراء أن هذا دائمًا ما تكون نتائجه سيئة للقادة على المدى الطويل.
و من وجهة نظر أخرى يرى معجبوه أنه ليس مثل الرؤساء التنفيذيين التقليديين. مما يجعله أكثر “بشرية”وأصالة من غيره.والكثير ممن يدافعون عنه يعترفون أنه دائم التأخر في وعوده، ولكنه ينفذ عاجلًا أو آجلًا.

المختصر: إيلون ماسك نموذج لأهمية أن تكون “طبيعيًا” في منصات التواصل الاجتماعي. ولكن الخبراء يراهنون أن ما يقوم به ستكون له نتائج سيئة في المستقبل.. سنرى.