على حافة الموت بطل مُنقذ : ( عبد الحق البي)

على حافة الموت بطل مُنقذ :
( عبد الحق البي)

 

وفق مواقع إلكترونية فإن متوسط محاولات الانتحار خلال العام الواحد بكورنيش اَموني وصل عشر حالات ، وهو أعلى معدل في أي مكان آخر بالمغرب.

وقد دفع معدل الانتحار المتزايد هذا السكان المجاورين إلى الاحتفاظ برقم هاتف ساخن متصل مباشرة مع عبد الحق البي :

– من هو هذا الشخص الذي أصبح اسمه مرتبطا بحالات الإنقاذ * ؟

لا يهمه ان كان البحر يتلاطم بقوة على الجرف العالي الذي يطل على البحر المحيط، بقدر ما يهمه من هناك ممن حاولوا الانتحار أكثر من مرة بـالكورنيش، حيث تتحطم احلام الشباب في لحظة ضعف على منحدر يمتد على ساحل يحبس الأنفاس بمنظره الخلاب لكنه اقترن بسمعة سيئة بعد تكرار محاولات الانتحار ،

عبد الحق بطل لا تظهر عليه الثقة بالنفس التي بداخله، شخص متواضع لا يمكن تمييزه وسط الحشود، يظهر فقط حين تكون هناك حالة استنفار إذا ما تعثر أحدهم أسفل الحافة الشاهقة.

يبدأ عبد الحق الذي تحدثنا إليه صدفة عند مرورنا بالكورنيش بالتحدث إلى الشخص الذي كان يحاول الانتحار أولا، لأن التواصل بحسب رأيه هو المفتاح لدخول الطمأنينة قلب (الضحية)، ويحاول بعدها بكل جهده إقناعه بأن الحياة تستحق العيش، وأن هناك دائمًا طريقة للخروج من أي مشكلة .
ليقرر بعدها الدخول في المياه الباردة ،والتقدم بحذر نحو الشخص المُنتحر بعد تجاوز المنحدرات الوعرة و المانِعة لٔادوات الوقاية المدنية من التقدم .

وبعد جهد نفسي و بدني، ينجح في الوصول إلى الشخص الذي يحاول الانتحار أكثر من مرة _بل في جميع الحالات _كما يشهد على ذلك الحضور ، ليأخذه بعدها بحذر بعيدًا عن حافة تكسر الموج. متأكدا من خلو هذه الأجساد المُنهارة و الضعيفة من أي كسور، وبعدما تأكد أن الشخص آمن،
ليتوارى خلف الكاميرات و الجمهور ؛لا يريد جزاء و لا شكور ؛ بعد ان قام بالدور الذي يعتبره مَلكة من عند الله ، و إصرارا على على التشبث بقيم الشهامة و الشجاعةو نكران الذات ،

يبلغ ارتفاع الكورنيش حوالي 60 مترا فوق سطح البحر حسب حالة المد و الجزر، و يمتد بطول 4 كلم على بحر اَسفي ، وهو أعلى جرف بالمنطقة بعد برج الناظور و حافة منطقة البدوزة، يعتبر جرف اموني منطقة جذب سياحي محلية شهيرة و متنفسا لأبناء المدينة.

حتى هذه الساعة ومنذ بداية السنة تتوالى حالات تكرار محاولات الانتحار و تتم حراسة المكان عدة مرات في اليوم من قبل متطوعين على رأسهم “عبد الحق البي”، وعلى إثر ذلك انخفض عدد حالات الانتحار إلى حد ما في الآونة الأخيرة، حيث تمكن من انقاد فتاتين في اقل من شهر مؤخراً.

من منظور أرحب:

الحياة والموت وجهان لعملة واحدة، هكذا هي الحياة، تمزج كل نقيضين في تناغم فريد.. انتهت رحلتنا اليوم عزيزي القارئ مع عبد الحق إلى أحد أجمل الأماكن السياحية بحاضرة المحيط، لكنها برغم سحرها الطبيعي المذهل إلا أنها ارتبطت بأكثر طرق الموت بشاعة وهو الانتحار..

منظور بطلنا اليوم :

عبد الحق البي : على هذه الأرض ما يستحق الحياة و الحياة تستحق أن تُعاش..

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)