على رصيف المحطة..
ينقسم الناس في محطة الحافلات إلى فئتين. الفئة الأولى تصلّ قبل موعد إنطلاق الحافلة ليستريحوا في المحطة ويستمتعوا بهواء الصباح المنعش. أما الفئة الثانية، فيركضون مع امزجتهم المعكَرة و المعكِرة يوضبون أحزمتهم وساعاتهم آملين ألا يُغلق باب الحافلة .
و يقول بهذا الشان عالم النفس جوني غريكين أن السفر يُعد من أحد أكبر محفزات القلق، وعاداتك في المحطات و المطارات تعكس طريقة تعاملك مع القلق وتعطينا لمحة عن ماضيك و الحاضر الذي تعيش :
إذا كنت تأتي للمحطة مبكرًا تحسبًا لأي طارئ؛ فأنت شخص تحاول أن تمسك بزمام الأمور.
وأما إذا كنت من المتأخرين و ما اكثرهم؛ فأنت شخص تتجنب التفكير في الأمور لتواجهها في اللحظة الأخيرة بصراع داخلي او صراع مجتمعي.
وقد لا يكون هذا أو ذاك، فممكن أنك اكتسبت عاداتك في المحطة من والديك، أو أن تفويت رحلة واحدة كان كفيلًا بتلقينك درسًا قاسيًا، أو أنك تزوجتَ أو تزوجتِ بأحد المبكرين أو المتأخرين فتطبّعت بطباعهم، بمعنى إن لم يكن الطبع فهو التطبع.
آثار غرينيتش زائد واحد
أصبح الكثير من المتأخرين يأتون مبكرًا مع طوابير الانتظار الطويلة وإلغاء الرحلات المتكرر حتى أصبحنا أكثر انتظام و احتراما للطابور. وشهدت الساحات المتاخمة للمحطات تقدم خدمات الوجبات السريعة و السجائر بالتقسيط كما يمكنك أن تستفيد من قهوة مُعطرة بدرهمين فقط، ولمحاربة هذا التكدس قرر بعض الحاذقين جعلها منطقة للمواعدة و ربط علاقات جديدة.
أخيرًا:
قل لنا من أنت في المحطة نقل لك من أنت.