عمال التوصيل: بين انتصار نيويورك وتحديات الدار البيضاء

عمال التوصيل: بين انتصار نيويورك وتحديات الدار البيضاء

 

 

 

في نيويورك، حقق عمّال التوصيل انتصارًا تاريخيًا برفض المحكمة العليا محاولات شركات مثل Uber وDoorDash لمنع فرض الحد الأدنى للأجور، الذي سيصل إلى 19.96 دولارًا للساعة اعتبارًا من أبريل 2025.

 

هذا القرار جاء بعد معركة قانونية طويلة، يعزز حقوق العمال ويحميهم من استغلال الشركات التي تعاملهم كمقاولين مستقلين، محرومين من الحماية القانونية. لكن الشركات تحذر من ارتفاع تكاليف الخدمات وتقلص فرص العمل، بينما يراه الحقوقيون خطوة نحو العدالة الاجتماعية.

 

في المغرب، يواجه عمال التوصيل، خاصة في المدن الكبرى مثل الدار البيضاء، تحديات معقدة. حيث يُجبر سائقو الدراجات النارية العاملون مع منصات مثل Glovo على العمل كـ”مقاولين ذاتيين”، متكبدين تكاليف الدراجات، البنزين، الصيانة، والتأمين، مع عمولات ضئيلة (6-7 دراهم للطلبية). ساعات العمل الطويلة (تتجاوز 10 ساعات يوميًا) ومخاطر حوادث السير تزيد من معاناتهم. كما أن تصنيفهم كـ”مستقلين” يحرمهم من الضمان الاجتماعي والتعويضات عن الحوادث، بينما يدفعهم الاعتماد على عدد التوصيلات إلى المخاطرة بحياتهم لزيادة الدخل.

 

في الوقت الحالي تدرس وزارة الإدماج الاقتصادي إجراءات لتحسين بيئة العمل، مثل فرض رخص السياقة، توفير تأمينات مخصصة، وتحفيزات اجتماعية، لكن حوادث السير المتصاعدة تكشف محدودية التدابير الحالية، مثل توفير الخوذات. في الوقت نفسه، واجهت Glovo تحقيقات من مجلس المنافسة بسبب شبهات الممارسات المناهضة للمنافسة، مما يعكس تعقيدات القطاع.

 

هذا الواقع المتباين يبرز الحاجة إلى إصلاحات عادلة تحمي عمال التوصيل عالميًا، سواء في نيويورك أو المغرب، لضمان ظروف عمل كريمة ومستدامة.

 

 

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .