في الثامن من مارس: صحافيات المغرب يتحدين التحديات ليكنّ صوت الحقيقة

في الثامن من مارس: صحافيات المغرب يتحدين التحديات ليكنّ صوت الحقيقة

 

 

 

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة

في الثامن من مارس من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة، وهي مناسبة لتسليط الضوء على إنجازات النساء وتحدياتهن في مختلف المجالات.

 

في المغرب، حيث تبرز الصحافيات كأحد أهم الأصوات التي تساهم في تشكيل الرأي العام، ونقل الحقيقة، وتعزيز قيم الحرية والمساواة.

 

لكن، ورغم التقدم الملحوظ الذي حققته المرأة المغربية في مجال الصحافة، لا تزال هذه القوة الناعمة تواجه تحديات جمة تستحق التأمل والمناقشة في هذا اليوم المميز.

 

صحافيات مغربيات: رائدات في عالم الصحافة

على مر العقود ومنذ بزوغ فجر الإستقلال و الحرية، تمكنت المرأة المغربية من اقتحام مجال الصحافة، وهو حقل كان في السابق يهيمن عليه الرجال بشكل شبه كامل و حتى اليوم، حيث بلغ عدد الصحافيات 1207 صحافية، في حين بلغ عدد الصحافيين المربعين 2786 صحافياً .

 

و على رغم من هذا الفارق العددي، نجد صحافيات مغربيات يتألقن في الصحافة المكتوبة، والإذاعية، والتلفزيونية، وحتى الرقمية. أسماء رحلت كمليكة ملاك التي طبعت مسارها بجرأة، واسماء لا زالت تُشعرنا بالانتماء كفاطمة الإفريقي و سناء رحيمي، وغيرهن من الملتحقات بمهنة المتاعب كرئيستنا في هذه التجربة الصحفية الأستاذة سناء المبتسم ، أصبحت رموزًا للكفاءة والجرأة في تناول القضايا الاجتماعية والسياسية. هؤلاء النساء لم يكتفين بمجرد العمل في المهنة، بل ساهمن في تثبيت صورة المرأة المغربية القوية و في تغيير الصورة النمطية عن المرأة في الإعلام، وفتحن الطريق أمام جيل جديد من الصحافيات الشابات.

 

في سياق اليوم العالمي للمرأة لعام 2025، الذي يحمل شعار “الحقوق والمساواة والتمكين لكافة النساء والفتيات” وفقًا لرؤية الأمم المتحدة، يمكننا القول إن الصحافيات المغربيات يجسدن هذا الشعار من خلال عملهن اليومي. فهن لا ينقلن الأخبار فحسب، بل يدافعن عن حقوق المرأة، ويسلطن الضوء على قضايا التمييز والعنف، ويساهمن في تعزيز الوعي المجتمعي على الرغم من التحديات التي تواجه الصحافيات في مجتمع ذكوري بامتياز.

 

و على الرغم من الإنجازات، فإن أوضاع الصحافيات في المغرب ليست بالمثالية كما يحسب البعض. فهناك تحديات مشتركة مع الصحافة(السلطة الرابعة) بشكل عام، مثل ضغوط الصحافة التسطيحية، ومحدودية حرية التعبير في بعض القضايا الحساسة، والأوضاع المادية غير المستقرة في ظل تراجع مكتسبات الإعلاميين عموماً و الصحافة على وجه التحديد. لكن بالنسبة للصحافيات، تتضاعف هذه التحديات بسبب العامل الجنسي.

 

كثيرًا ما تواجهن التمييز في بيئة العمل، سواء من خلال التقليل من قدراتهن، أو الحرمان من فرص الترقي مقارنة بزملائهن الرجال. كما أنهن عرضة للمضايقات، سواء في أقسام التحرير أو أثناء تغطية الأحداث الميدانية. في بعض الحالات، تتعرض الصحافيات للتنمر الإلكتروني و المضايقة عندما يتناولن مواضيع جريئة مثل الفساد و حماية المال العام أو العنف ضد النساء.

 

إضافة إلى ذلك، تجد الصحافيات أنفسهن أمام معادلة صعبة بين متطلبات العمل المتعب والمسؤوليات العائلية. في مجتمع لا يزال يفرض على المرأة أدوارًا تقليدية، تصبح الموازنة بين الحياة المهنية والشخصية لدى الكثير تحديًا يوميًا، خاصة في ظل غياب دعم كافٍ من الحكومة و المؤسسات أو الأسرة و الزملاء.

 

حلول..!؟

في ظل هذه التحديات، هناك حاجة ماسة إلى تعزيز أوضاع الصحافيات المغربيات بفتح آفاق المستقبل لصاحبة الجلالة. نتمنى صادقين أن يكون اليوم العالمي للمرأة فرصة لإيضاح السياسات و التشريعات التي تدعم المساواة في أماكن العمل الصحفي، مثل ضمان أجور متساوية و التضييق على العمل بالسُخرة و بعض الممارسات التي نخجل التطرق إليها في هذه المناسبة السعيدة، وتوفير بيئة عمل آمنة، وتشجيع التكوين المستمر لتطوير مهاراتهن. كما أن الدعم المجتمعي والمؤسساتي ضروري لتمكينهن من مواصلة دورهن كصانعات للتغيير.

 

لقد أصبح بإمكان النساء اليوم في عصر الرقمنة إنشاء مساحات خاصة بهن للتعبير عن آرائهن، والوصول إلى جمهور أوسع دون الحاجة إلى هياكل الإعلام التقليدي التي قد تكون مُوجهة أو مناسباتية.

 

الصورة الأكبر

في اليوم العالمي للمرأة لعام 2025، نرفع القبعة للصحافيات المغربيات اللواتي يواجهن التحديات بجرأة، ويواصلن دورهن في كشف الحقائق ودعم قضايا العادلة للمجتمع المغربي. إنهن لسن مجرد راويات للأحداث، بل صانعات للتاريخ ومحركات للتقدم. ومع استمرار النضال من أجل المساواة والتمكين، تبقى الصحافيات المغربيات رمزًا للصمود والإبداع، يستحقن التقدير والدعم في هذا اليوم وفي كل يوم.

 

 

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .