في اليوم العالمي للحمار.

هشام الحو

في اليوم العالمي للحمار الذي يوافق الثامن من ماي من كل عام يتجدد السؤال من قبل بعض حسّاد هذا الحيوان طويل الاذنين، هل يستحق أن يُخصص له يوم عالمي لتذكُّره والاحتفاء به وتعداد مناقِبه وفضائله؟. في الحقيقة فإن هذا السؤال ما كان لينطرح أصلًا لولا الصورة النمطية السيئة التي نحملها عن الحمار وارتباطها في أذهاننا به لقرون عديدة؛ وهي أنه غبيّ و عصيّ، ولا يمكنه فعل أي شيء ما لم نجلده بالبردعة على ظهره؛ في حين أن علماء الحيوان يؤكدون العكس؛ فالحمار من أذكى الحيوانات، وهو دؤوب ومثابر، وله حاسة سمع كبيرة وذاكرة قوية، واليوتيوب فيه الكثير من المقاطع التي تدل على ذكائه وحسن تصرفه.
الحمار بالذات هو من أكثر الكائنات خدمةً للإنسان، فقد كان وسيلة تنقلنا الأولى قبل أن نعرف السيارات أو الطائرات أو البواخر أو حتى الدراجات الهوائية، وكان و لا يزال مُعيننا على كثير من الأعمال اليومية من حمل محاصيل المزارع وبيعها، إلى جلب الماء والغذاء وحطب التدفئة إلخ، يفعل كل ذلك دون تذمّر سواء كان في صيف حار أو برد قارس أو على هوامش الحواضر التي تنتظر التنمية، وإذا لم تتكرم عليه بشيء من الشعير فإنه يكتفي بأكل ما يصادفه في طريقه من حشائش أو قمامة.إضافة إلى ما سبق ذكره عن الحمار فقد كان أيضًا مُلهِم الأدباء والمبدعين، بدءا من أول رواية في التاريخ حملت اسمه؛ رواية “الحمار الذهبي” للكاتب اللاتيني لوكيوس أبوليوس في القرن الثاني الميلادي التي تسرد تحوّل إنسان عن طريق السحر إلى حمار، والعذابات التي عاناها جراء ذلك، 
وصول إلى كتاب “سيرة حمار” للكاتب و المفكر المغربي حسن اوريد كتاب فيه كثير من الفلسفة اخترنا لكم منه هذه الأسطر ” نظرت في مرآة فإذا أنا حمار كامل الأوصاف لا أختلف عن الحمير إلا في شيء أضحى مصدر معاناتي هو قدرتي على التفكير، إذ كان الأمر سيهون لو حرمت التفكير وعشت وسط الحمير لا أختلف عنها في شيء، والحال أني سوف أعيش وسط الحمير حمار يأتي ما تأتي ويحمل من الأثقال ما تحمل، ويختلف عنها في شيء، قدرته على التفكير، ويؤلمه ألا يحسن التعبير عما يجيش به صدره من أحاسيس ويمتلئ به من رؤى. وها هنا تبدأ مغامراتي التي أريد أن أبثك إياها أيه القارئ فلا تنأ عني “كل عام و حميرنا بالف خير.

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .