في ذكرى الأولمبياد هشام الكروج أسطورة من ذهب.

تستضيف اليابان حالياً الألعاب الأولمبية الصيفية 2020، التي كان من المقرر إجراؤها صيف السنة الماضية، قبل أن يتم تأجيلها لسنة كاملة بسبب الظروف الوبائية العالمية.
الجمهور المغربي يترقب مشاركة مشرفة للرياضيين المغاربة، خاصة بعد الفشل الذريع في النسخ الماضية، منذ نسخة أثينا التاريخية، التي سطّر فيها الأسطورة المغربية هشام الكروج، واحدة من أروع الملاحم الأولمبية في التاريخ.
هشام الكروج الذي عاد من بعيد بعد السقطة الشهيرة في أتلانتا 1996، وحلوله ثانياً في سيدني 2000، في سيناريو جعل البطل العالمي المغربي حينها يدخل مرحلة الشك، وليعتقد الكثيرون أن عقدة الأولمبياد صارت ملازمة للكروج، خاصة في ظل تحطيمه لكل الأرقام القياسية العالمية الممكنة، وتحقيقه ذهبية بطولة العالم في أكثر من مرة.
لكن إرادة إبن الخميسات جعلته يعود بقوة سنة 2004 بمهد الأولمبياد، ليحصد الأخضر واليابس، متوجاً نفسه عريساً للدورة بذهبيتين كاملتين في سباق 1500م (تخصصه)، وسباق 5000 متر الذي خلق فيه المفاجأة بهزمه للمتخصص بيكيلي في نهائي ملحمي لا ينسى.
في ذكرى الأولمبياد، يحق للمغاربة أن يفتخروا ببطل ليس كل الأبطال، بطل حقق كل الأرقام الممكنة خلال مسيرته، ولازال رقمه في 1500م صامداً إلى حدود اللحظة، بطل لم يخلق الأعذار لنفسه، ولم يستسلم حتى الرمق الأخير.
هشام الكروج وعد محيطه ومدربه وجميع المغاربة بالذهب الأولمبي، فأوفى، وزاد من قيمة الإنجاز بإسقاطه عملاق المسافات المتوسطة-الطويلة كيلينيسا بيكيلي في سباق تكتيكي-دراماتيكي، سيبقى محفوراً في الذاكرة الأولمبية. 
إذا كان المغاربة يتغنون بالمتوكل، بيدوان، عويطة، الكَروج وآخرين.. ممن سطروا ملاحم بطولية، وتذوقوا طعم الذهب، فإن الوقت قد حان لتستفيق الأولمبية المغربية من سباتها الطويل، فدول كثيرة كانت لا تملك تاريخاً أمام المغرب، صارت اليوم متقدمة عليه بمراحل.
فمتى ستبعث الألعاب الأولمبية المغربية من رمادها من جديد ؟

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)