قصة تشبهك : كيف تصبح عقباتك مفاتيح النجاح
في العام 1980، كان السيد مياموتو، وهو مصمم ألعاب ياباني، يحاول صنع شخصية لعبة جميلة ولطيفة تُشبهنا نحن. أراد أن تكون الشخصية واقعية، مثل صديق حقيقي. لكن الحواسيب في ذلك الوقت لم تكن قوية بما يكفي!
تخيل أنك تريد رسم صورة لصديقك، لكن أقلامك فقط ألوان أساسية قليلة، ولا يمكنك رسم الشعر بشكل دقيق أو رسم تعابير وجه مختلفة. هذا بالضبط ما واجهه الأستاذ مياموتو! لذلك، لم يستطع في البداية صنع ماريو تمامًا كما تخيله. كان عليه أن يبسط تصميمه قليلاً ليتناسب مع إمكانيات الحاسوب آنذاك.
رغم ثقالة دم هذه القيود، إلا أن روعة قصة هذا البطل الخيالي دفعت استاذنا الى التغلب عليها بذكاء مكسرا كل المعيقات، فقد منح ماريو أنفًا كبيرًا يغطي نصف وجهه حتى لا يحتاج للتعابير، وشاربًا ينافس أنفه بالحجم، ليغطي على فمه فلا يستطيع المستخدم التمييز هل ماريو يصرخ أم يبتسم أم وقع في الحب تجاه الأميرة التي جعلته يركد و يركد على طول حلقات السلسلة.
نجحت الخطة! فقد أنسن مياموتو ماريو عن طريق حجب ملامحه و الاحتفاظ مقابل ذلك بروح الشخصية. لأن العقبات غالباً ما تحفز روح الإبداع.
من رحم المعاناة يأتي الإبداع !
الإبداع يحب التحدي، فإنعدام القيود يخدر العقل، ويجعله يكتفي بالطرق بديهية. بالمقابل، تحفز القيود العقل على الإبداع، مثلا آلة تخطيط القلب التي طورتها GE HealthCare لم تأتِ نتيجة خيارات مفتوحة، بل أن مهندسيها عاشوا في كبد، فقد كانت القيود (آلة تستخدم تكنولوجيا جديدة تنتج صورًا بتكلفة دولار واحد، وتعمل بالبطارية) ولم يمنح المهندسون إلا ميزانية بسيطة 500 ألف دولار، بالرغم من أن آخر نموذج ابتكر زادت تكلفته عن 5 مليون دولار، وفوقها لم يمهل المهندسون إلا مدة سنة ونصف، لإبتكار هذه المعجزة.. ولكنهم ابتكروها !
ماذا يعنيك هذا قارئنا العزيز؟ إننا ندعوك لأن تحفل بقيودك بدلًا من التذمر منها! اقبلها كتحدٍ واستخدمها كوسيلة للتركيز. فالمفتاح هو تحويل طريقة رؤيتك للقيود, لا تضع خدك على كفك بعد اليوم.
Comments ( 0 )