قيوح يعرض رؤية المغرب البحرية في إسطنبول ويدعو تركيا إلى شراكة قوية لبناء أسطول وطني متطور

قيوح يعرض رؤية المغرب البحرية في إسطنبول ويدعو تركيا إلى شراكة قوية لبناء أسطول وطني متطور

أجرى وزير النقل واللوجستيك السيد عبد الصمد قيوح، يوم الجمعة 27 يونيو 2025 بإسطنبول، مباحثات رفيعة مع نظيره التركي وزير النقل والبنية التحتية، السيد عبد القادر أورال أوغلو، تمحورت حول آفاق التعاون الثنائي بين المملكة المغربية والجمهورية التركية في مجالات النقل، والملاحة البحرية، والبنية التحتية، وذلك على هامش مشاركته في منتدى الربط العالمي للنقل.

وقد جرى هذا اللقاء بحضور سفير المملكة المغربية لدى تركيا، السيد محمد علي الأزرق، حيث نوه الطرفان بمتانة الروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين، وبالرغبة المشتركة في الارتقاء بالعلاقات نحو مستويات استراتيجية، خاصة في قطاع النقل واللوجستيك.

خلال هذا اللقاء، استعرض السيد قيوح ملامح الرؤية المغربية في مجال النقل البحري، مشيرًا إلى الدينامية المتسارعة التي تعرفها المملكة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، خاصة من خلال المشاريع الكبرى مثل ميناء الناظور غرب المتوسط وميناء الداخلة الأطلسي، واللذين يشكلان ركيزتين أساسيتين في المبادرة الملكية الأطلسية، الرامية إلى ربط دول الساحل بالمحيط الأطلسي.

وفي هذا السياق، سلط الوزير الضوء على مكانة المغرب المتقدمة في مجال الطاقات المتجددة، من خلال ريادته في مشاريع الهيدروجين الأخضر، وما تتيحه من فرص استثمارية واعدة في البنية التحتية المستدامة، داعيًا إلى تطوير الشراكة المغربية التركية في هذا المجال الحيوي.

وأشار إلى أن وزارة النقل واللوجستيك أطلقت مؤخرًا دراسة وطنية تهدف إلى تقوية الأسطول البحري المغربي، بما يعزز قدرة المملكة على مواكبة متطلبات التجارة الدولية والنقل البحري في محيط تنافسي ومتغير.

من جانبه، عبّر الوزير التركي عبد القادر أورال أوغلو عن إعجابه الكبير بالمشاريع الاستراتيجية التي أطلقها المغرب في مجالات البنية التحتية والطاقة والنقل، مؤكدًا أن المملكة أضحت نموذجًا يحتذى به في اعتماد مقاربة تنموية متكاملة تجمع بين الاستدامة والتوازن المجالي.

كما جدّد التأكيد على استعداد تركيا للانخراط في شراكة قوية مع المغرب، والمساهمة بخبرتها في مجال بناء السفن وتطوير الأساطيل البحرية، من خلال إطلاق مشاريع استثمارية مشتركة في أحواض بناء السفن بالمغرب، بما يعزز التكامل الصناعي والبحري بين البلدين.

تجدر الإشارة إلى أن المغرب يشارك في منتدى الربط العالمي للنقل، المنعقد في إسطنبول من 27 إلى 29 يونيو، بوفد هام يرأسه السيد قيوح، ويضم مسؤولين ومديرين من مختلف مصالح قطاع النقل والسلامة الطرقية. ويُنظم هذا الحدث الدولي من قبل وزارة النقل والبنية التحتية التركية، بدعم من البنك الدولي، ويُعد منصة استراتيجية تجمع وزراء، وممثلين عن منظمات دولية، ومؤسسات مالية، وفاعلين من القطاع الخاص، إلى جانب نخبة من الخبراء الدوليين.

وتتناول جلسات المنتدى محاور محورية تتعلق بتطوير ممرات النقل الدولية، وتعزيز الانتقال نحو الاقتصاد الأخضر، واستثمار الرقمنة والذكاء الاصطناعي، واعتماد حلول تمويلية مبتكرة، فضلا عن تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجال النقل واللوجستيك.

لم يكن اللقاء المغربي التركي بإسطنبول مجرد اجتماع بروتوكولي، بل جاء ليُجسد إرادة مشتركة في إرساء رؤية بحرية متطورة، تقوم على شراكة استراتيجية تستثمر في نقاط القوة لدى البلدين، وتفتح آفاقًا جديدة لنقل مستدام وفعّال يربط إفريقيا بآسيا وأوروبا، ويُعزز مكانة المغرب كفاعل محوري في منظومة النقل العالمية.