كلاب الشوارع تطور سلوكيات غربية بانتظار الحلول
تعد الكلاب الضالة ظاهرة متنامية في العديد من المدن حول المغرب، و أصبحت تشكل تحديًا للمجتمع والسلطات المحلية. ومع زيادة عدد الكلاب الضالة في آسفي حيث رُصدت هذه السلوكيات الغريبة التي تنتهجها بعض المجموعات التي زاد عددها بعد استقدام انواع أخرى من مدن مجاورة، لوحظ مؤخرا، العديد من التغيرات في سلوك هذه الحيوانات التي حاولت أن تكون أليفة مع البشر في أكثر من مناسبة خاصة بعد أيام الحجر الصحي وعودة حركة الجولان لشوارع المدينة.
يرجح تطور سلوك الكلاب الضالة بعد كثرة اعدادها بحاظرة المحيط إلى عوامل عدة، والتي تتضمن التأثيرات البيئية والاجتماعية والبيولوجية و دخولها لموسم التزاوج مؤخراً.
أحد العوامل المؤثرة في تطور سلوك كلاب الشوارع و الكلاب عموماً هو التغير في الموارد الغذائية المتاحة في الاسواق، خاصة مخلفات الجِِزارة من عظام و شحم و أحشاء الدجاج المتوفرة بحاويات القُمامة قرب الأسواق و السوق الخانز كما يحلوا لبعض محتلي الملك العمومي تسميته.
حيث توجد كميات كبيرة من النفايات والمخلفات الغذائية التي تعتبر مصدرًا سهلًا للطعام بالنسبة للكلاب الضالة.
هذا التغير في نمط التغذية يؤدي إلى تغيرات في طريقة تفاعل الكلاب مع البشر وتصرفاتها. فعلى سبيل المثال، أصبحت الكلاب مؤخراً أكثر جرأة في التقدم نحو البشر للبحث عن بقايا الطعام، كما تحول إلى سلوك يعتمد على مستوى التكيف مع البيئة الحضرية و مدى رعايتها لهذه الكائنات، كما أوضح لنا ذلك الخبير في تربية و تقويم سلوك الكلاب .
بالإضافة إلى ذلك، يضيف مروان في إجابته عن استفسارات المنظور بريس عن تطور سلوك كلاب الشوارع في المدينة إلى : ان التفاعلات الاجتماعية مع البشر تؤثر بشكل أساسي على تطور سلوك الكلاب الضالة. على سبيل المثال، إذا تعرضت الكلاب الضالة للتعامل العدواني من قبل البشر أو تعرضت لحوادث السير أو القتل، فقد تتبنى سلوكًا مدافعًا أو تصبح أكثر حذرًا تجاه البشر. وبالمقابل، إذا تلقت الرعاية فإنها تطور سلوكا ودودا تجاه البشر.
منظور مختلف
ابرز السلوكيات المكتسبة و أخطرها..لماذا ؟
العض:
يرتبط سلوك العض لدى الكلاب في الغالب بعدة أسباب منها الترفيهي ومنها العدواني فقد تعض الكلاب المارة من البشر بغرض اللعب والتسلية معهم، احيانا لترسيم منطقة النفوذ ،بينما تعض اخرى بدافع الخوف والتوتر والدفاع عن النفس كما يمكن أن يرتبط هذا السلوك بعدوانية مرضية ترجع لإصاباتها بإحدى الأمراض العصبية أو السعار والذي يعتبر قاتلا ما إن يصل إلى خلايا الدماغ ،لم تسجل هذه الحالة الأخيرة حتى الآن ،لكن مصدر من داخل الجماعة الحضرية أكد لنا أن حالات العض أصبحت شبه يومية بعد كثرة اعداد الكلاب مؤخرا بالمدينة .
ابرز السلوكيات المكتسبة ،طريفة للبعض و مخيفة للبعض الآخر..لماذا؟
-التسول:
طورت بعض المجموعات المنتشرة وحتى بعض الكلاب المنفردة سلوكيات مختلفة بحثا عن الطعام، سواء بملاحقة الأشخاص ومطاردتهم للحصول على الأطعمة وهو سلوك غير مقبول من الكلاب على الإطلاق، لانه يُخلف شعورا بالخوف لدى بعض المارة. وهو سلوك يصعب إعادة توجيهه داخل هذه المجموعات، عكس الكلاب المنفردة التي طورت سلوكا في الصبر والتأني للحصول على الوجبات الخاصة بهم،لدرجة أن بعضها استطاع اكتساب مهارات في تمثيل دور الضحية المُصاب بالعَرج حتى يستطيع الانفراد بحصته من الطعام ؛ ليكمل المشي بعدها على قوائمه الأربعة.هو (الاستجداء) بالفعل، حتى الكلاب احترفت التسول بالمدينة .
ابرز السلوكيات المكتسبة ،اكثر تعبيرا و اكثر ريبة..لماذا؟
التحديق
سلوك شاع بين كلاب المدينة ،لكنه مرتبط بمشاعر الغضب و الضياع، الشعور السلبي لدى الكلاب والذي يدفعها في كثير من الحالات إلى الهجوم أو الاشتباك مع القطط، لذا يوصى دائمًا بعدم النظر طويلا للكلاب خلال تحديقها فذلك يعمل على استفزازها، فهو لا يعني أكثر من استعدادها للاشتباك وقد ينتج عنه إصابات خطيرة خاصة مع الكلاب الشرسة والعدوانية أو التي تمتلك بنية قوية.
ابرز السلوكيات المكتسبة ،اكثرها إزعاجا ورعبا..لماذا؟
النُباح
يعتبر النباح لدى الكلاب من السلوكيات البديهة والمرتبطة بطبيعتها بحيث لا يكون هناك أدنى غرابة في مشاهدة كلب ينبح، ولكن! كلاب المدينة تنبح ليلاً! يمكن أن يرتبط نباحها بكثرة لأسباب تحتاج للتدخل وحلها في بعض الحالات مثل تكرار النباح خلال ساعات النوم الليلية، والنباح بكثرة. قد ينتج ذلك عن شعورها بالتوتر المتزايد أو وجود خطر حولها مثل شعورها بوجود غرباء بالمكان. لكنها بسلوكها هذا أصبحت محط ازعاج السكان، أكثر من ذلك هو بدأ حشد المجموعات خلف الإناث لإبراز السيطرة ليتحول النباح إلى عُواء. و هذا يعني أنه ينشر تهديدا وأنه على وشك الهجوم أو أنه يدعو الكلاب الأخرى للانضمام إليه .
من منظور أوسع
فهم سلوك الكلاب يحتاج لمراقبتها خلال اليوم لانه مرتبط بتعبيرها عن نفسها وتفاعلها مع البيئة من حولها. و لتفهم سلوكيات الكلاب ستحتاج إلى مراقبتها خلال مراحلها الأولى وملاحظة سلوكياتها المتكررة والمرتبطة بتواصلها معك أو مع الأشخاص المحيطين بك، مثل هز الذيل والإيماء بالوجه والقفز والدوران وحتى الأصوات المختلفة فإنها جميعا تعتبر وسائل اتصال بينها وبين المحيط. و يمكن العمل من خلال هذه الاشارات على تقويم سلوكها هذا بالنسبة لسلوك الكلاب المنزلية .اما كلابنا موضوع مقالنا اليوم فلا تزال بانتظار الحلول .
تعليقات ( 0 )