كنيسة سيدة جبل الكرم: أيقونة تاريخية تهدد بالزوال وسط الإهمال والسرقة

كنيسة سيدة جبل الكرم: أيقونة تاريخية تهدد بالزوال وسط الإهمال والسرقة

 

 

 

في قلب حاضرة المحيط، أسفي، تقف كنيسة سيدة جبل الكرم، إحدى العلامات التاريخية التي تزين خرائط المدينة وترمز إلى تنوعها الثقافي وحوار الحضارات.

 

هذه الكنيسة الكاثوليكية، التي تحمل وسام الكرمل -شفيع البحارة والجيوش في دول مثل تشيلي، بوليفيا، الأرجنتين، وإسبانيا- كانت يومًا ما معلمًا روحيًا وفنيًا، تضم لوحات تشكيلية وتستضيف الجمعية المغربية للصم والبكم. لكن اليوم، تحولت إلى شاهد صامت على الإهمال والتخريب، حيث سرق جرسها في بداية الألفية، لتصبح صبح بكماء، وتُركت مهجورة بعد هجرة الجمعية، لتتوالى السرقات وتتآكل جدرانها.

 

انقاد التراث !؟

بدلاً من الاستسلام للوضع الحالي، يمكن للسلطات المحلية والمسؤولين الثقافيين إطلاق مبادرة عاجلة لترميم الكنيسة وتحويلها إلى مركز ثقافي يعكس تعايش أسفي التاريخي بين المسلمين واليهود والنصارى. يمكن التعاون مع منظمات دولية لتمويل الترميم، واستعادة اللوحات الفنية المسروقة، مع إشراك السكان المحليين في حماية هذا المعلم. كما يمكن تنظيم مهرجانات سنوية تحت مظلة “أسفي للحوار” لتعزيز الوعي بأهمية التراث.

 

لكن من المؤسف أن مسؤولي المدينة، سواء من الجهات الثقافية أو الإدارية، يبدو أنهم منشغلون بغير شؤون التراث!

أين هم وهم يرون أيقونة مثل كنيسة جبل الكرم تتحول إلى ركام؟

هل ينتظرون حتى تختفي آخر معالم التنوع الثقافي لأسفي، المدينة الفريدة التي لم تخصص حيًا لليهود كغيرها، بل عاشت الجماعات معًا بفخر؟

من المستفيد من هذا الدمار الشامل؟

 

أليس من واجب كل مسؤول، سواء كان منتخبًا أو موظفًا، أن يتجول في شوارع المدينة ويوقف هذا التدهور؟

 

الإجابة تتطلب فعلاً، لا كلامًا فارغًا.

 

 

إن إنقاذ كنيسة سيدة جبل الكرم ليس مجرد ترميم حجر، بل استعادة هوية أسفي كأرض للتعايش والحضارة.

فالوقت ينفد، والتراث لا يغفر التقاعس!

 

 

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .