“كوميكات” سيتكوم رمضاني تُخرج هيئات نقابية للاحتجاج لدى الهاكا 

“كوميكات” سيتكوم رمضاني تُخرج هيئات نقابية للاحتجاج لدى الهاكا

 

 

 

لم تستطع السيتكومات الرمضانية هذه السنة تجاوز الفكاهة اللا أخلاقية التي تستهدف الانسان القروي، إذ لا تزال غالبية الانتاجات هذه السنة تحوم على هذه الظاهرة السلبية و تعمل على تشويه صورة الرجل القروي والتنمر عليه بإضافة تسجيلات قهقهة الجمهور حتى نقهقه معهم على ضياع أموال الدعم العمومي.

 

لقد تم استخدام الفكاهة بشكل غير لائق هذه السنة أيضاً و بجرعة زائدة للسخرية ضد السكان الريفين الذين يعيشون سنوات الجفاف العجاف، كما تسببت سلوكيات ابطال مسلسل ‘أولاد زيزة’ الذي تبثه القناة الأولى، في إثارة جدل واسع و انتقادات دفعت بالكونفدرالية الديمقراطية للشغل لمراسلة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا)، لتعبير عن غضبها واحتجاجها على تشويه صورة مهنة التعليم وأفرادها في وسائل الإعلام العمومي، و اعتبرت دور الاستاذ الذي حملته زوجته على ظهرها ليلة الدخلة أمام ماماه ،تنقيصا وتطاولا وتحقيرا لرجل التعليم، في المسلسل الذي تفوح منه رائحة افكار الفيمينيست بشدة. نفس المسلسل دفع أيضا بالتنسيق الوطني لاصدار بيان احتجاجي ضد هذا المسلسل.

 

كما صنف رواد منصات التواصل الاجتماعي هذا المسلسل في إطار تكسير الصمت عن الواقع الذي ظل مسكوت عنه ويتطلب معالجته كظاهرة.. و ليس تقويض ثقة الأستاذ بنفسه وزيادة الانقسامات في المجتمع الذي ينتظر مخرجات مدونة الأسرة.

 

منظور مختلف

يجب علينا كمجتمع أن نكون حذرين وواعين تجاه النكات التي قد تحمل طابعاً استهزائياً تجاه أي قطاع من قطاعات المجتمع، و أن لا ننساق دائما مع أخبار الحوادث التي تربط الجرم بالصفة المهنية، أو النكت بشريحة معينة من المجتمع

و بدلاً من التركيز على الفكاهة اللااخلاقية التي تستهدف فئة معينة من الناس، يمكنا استخدام الضحك والفكاهة بشكل إيجابي وبناء لترميم الانقسامات التي يعيشها مجتمعنا. يمكنا الابتعاد عن إساءة استخدام النكت والسخرية، وبدلاً من ذلك، استخدام الفكاهة لرسم البسمة على وجوه الجميع دون تميز.

 

حتى إذا كان هناك حاجة للسخرية والفكاهة، فلنضع في اعتبارنا مشاعر الآخرين ولنتجنب استخدامها على حساب الأشخاص الآخرين، خاصة الأساتذة الذين خاضوا نضالات كلفتهم اجرتهم لإعادة الجاذبية لمهنة التدريس.

 

لسنا ضد بناء جو من الفكاهة الإيجابية يمكن أن يعمل على تعزيز التواصل والفهم بين أفراد المجتمع، لكننا ضد خلق جدران من الانقسام والإحساس بالتهميش و الجندرية.

 

لذا، يجب علينا جميعاً أن نكون مسؤولين في تعاطي الفكاهة والضحك بشكل يعزز الروابط الاجتماعية ويساهم في بناء جو من التعاطف والتفاهم بين أفراد المجتمع بمختلف طبقاته.

 

 

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .