لتفادي العنف و اغراءات الفساد: كيف تصبح شبحًا إعلاميًا..
في عصر أصبحت فيه الصحافة مهنة تعرض صاحبها للمخاطر إضافة للمتاعب و سط واقع سياسي ينخره الفساد و تناطح المصالح وفي سياق يدفع بمن يدعي حماية المهنة و المهنيين لتدارك عثراته المتوالية؛ تنظيم الدورات التكوينية في هذا المجال، يبدوا أن التعريف ببعض المرجعيات المرتبطة بموضوع التهديد و العنف سواء بالميدان أو ما تتعرض له الزميلات الصحافيات من تحرشات داخل أقسام التحرير أو خلال التغطيات الإعلامية، لا يزال في حكم التيه، تيه السلطة الرابعة بين الدراية بالنصوص وقوانين مدونة الصحافة، ومدونة الشغل، و دعم الكبار، و تيه آخر متعلق بمحاربة العنف أثناء الممارسة، و تيه ميثاق اخلاقيات المهنة، الذي جعل الجمهور لا يفرق بين الصحفي و المنتحل و السمسار و القمار و الشوافة.
في جميع الحالات و بانتظار خروج القوانين المحجوزة بالثلاجة مع الكعكة و الوظائف المحجوزة إلى حين تحن على الجسم الصحفي المعلول الذي يترنح و بندب حضه المرهون ، و جب على الصحافيين الميدانيين تطوير استراتيجيات غير تقليدية لتفادي العنف ضدهم و و الانسياق لاغراءات الفساد اللَعوب.
كيف إذن ؟ يمكنك البقاء آمنًا في حين تفتقر البيئة إلى العمل النقابي والزمالة الصحفية؟
بعض النصائح، مع لمسة من السخرية. قد تكون وصفة سحرية!
كن لا شيء : السر في البقاء آمنًا هو ألا يراك أحد عند باب المنزل، و احجز لك صداقة تثقن حديث الأعين و التخاطر، استخدم التخفي التكنولوجي وابحث عن شبكة VPN جيدة لتجنب التتبع. إذا استطاع اللا شئ العيش في الظل، فلا شيء سيمنعك من التحول إلى “زائر ليل”.
التظاهر باللامبالاة ليس بالضرورة قراءة كتاب فنه : عند مقابلة مصادر قد تكون خطرة أو تتحدث عن موضوعات حساسة و تهددك، طور مهارة اللامبالاة. قل لكل مصدر خطر مأجور: لا تأخذ الأمر على محمل الجد، فأنا مجرد كاتب مقالات فكاهية لتسلية و أما عن الدخل! فأنا من ناحية استطيع ضمك لقائمة زبنائي في عملي الموازي الذي اساعد فيه الناس على تحسين قدراتهم الجنسية و فتح الأبواب الموصدة و كشف الطالع.
حاول ان تجعل من الدفة اليسرى لدفتر ملاحظاتك مخصصاً للصدمات: إن لم يكن من أجل سلامة البيانات و و أرقام المتعاونين، فلأجل سلامتك النفسية. دوّن جميع “التهديدات المجهولة” و الأرقام الهاتفية و أسماء صفحات المعجبات المتنكرات النكرات لتشاهدها لاحقًا وتقوم بتحويلها إلى كتاب هزلي.
تطوير المهارات التفاوضية وفتح عيادة نفسية للمشوشين بدلاً من المواجهة الحادة، سلاح ذو حدين، حول لقاءاتك مع الشخصيات الفاسدة أو الرقاصين إلى جلسة دعم نفسي. وربما يصبح مصدر التهديد مصدر إبهار و أخبار الجديدة، لأن واقعنا في جميع الأحوال تعكسه نتيجة أداء ثمن القهوة على شرفة مقهى المرموقين.
لا جدوى من الأسماء المستعارة : في نهاية المطاف لا تجدي نفعاً، أن لم تصبك بالفصام اسماء البروفايلات، ك’أم جنين”، “ابو نوارة” “سيداتي و أفتخر”، “سحتوت الليل” أو ما شابه ذلك من اسماء الأشباح الفاسدين للشخصية قبل الصفة, لا تحاول مهما كان نهج اساليبهم، كن مثل “رأس الدرب” “اولاد الدرب المُدرّبة”، أو “جحا العصر الحديث” “حديدان في الميريكان” ، وأطلق مقالاً ساخراً يذيب جبل التهديد ببحر من الضحك والسخرية، أقم قلمك المبدع و ادعوهم ليقيموا بمقهاك المُفضل، لن يلبوا الدعوة في جميع الأحوال!
كل هذه النصائح قد تُقرأ للترفيه أو كسبيل للتفكير في وسائل أكثر إبداعية وذكاء لتفادي المخاطر و التفكير في التهديدات. فالنكتة دوماً ما تكون قوية كسلاحها الخفي، تقتحم القلوب وتفك الحواجز، و تقول المختصر المفيذ، فسواء أكنت تحاول التملص من اغراءات الفساد أو تهديد العنف، تذكر أن السخرية والفكاهة هما أسلحة، في جيب كل صحافي شجاع.
منظور أوسع:
الشجاعة هي الخوف، لكن بخطوة للأمام في إتجاه الضوء.
Comments ( 0 )