لعبة الحبار ديستوبيا المدينة الفاسدة التي يحكمها القتل من أجل المال.

هشام الحو

نجاح باهر ذلك الذي حققته سلسلة لعبة Squid (الحبار)، التي تُبث على منصة Netflix منذ 17 سبتمبر ،و هي أول سلسلة تشهد أفضل بداية على الإطلاق على هذه المنصة.
رغم العنف الشديد الذي يتخلل مشاهدتها،فإن هذا الواقع المرير الكوري الجنوبي، قد أبدى تأثيرا واضحاً على الجمهور الناشئ الذي يبدو أنه غارق في بحر فانتازيا المسرح والمواضيع التي تم تناولها بالسلسلة التي تبث من ست حلقات.
فبعد فلم Snowpiercer لمخرجه Bong Joon-ho والذي يبث الآن موسمه الثالث، فإن ديستوبيا (المدينة الفاسدة أو عالم الواقع المرير ) كورية جديدة تنتقد – على ما يبدو – النظام الرأسمالي المتوحش الذي نعيشه بعالمنا اليوم ، وتدين الضرر الذي يلحقه المال بالفقراء والأقوياء على حد سواء.
سلسلة شديدة العنف تُعد جزءًا من شرائع النوع الذي لا يزال يحظى بشعبية كبيرة داخل المجتمعات التي فقدت آدميتها. 
سلسلة الحبار منمنمة للغاية ومليئة بالمراجع السينماءية من أمثال(Battle Royal ) و (Hunger Games )… و الفيلم الياباني (As the Gods Will)، لدرجة أن البعض يندد بالسرقة الأدبية الصارخة، لكن حبكة سلسسلة الحبّار المتفردة و الاكثر تفاعلاً تضعك كمشاهد على إستعداد للمخاطرة بحياتك وقتل مئات الأشخاص لكسب 32.8 مليون يورو ،كما يبدوا ذلك ظاهريا على الشخصيات التي تشارك في لعبة القتل. ليس من أجل المتعة ، ولكن لأنهم مجبرون إلى حد ما على القيام بذلك بالنسبة لـ 456 مشاركًا ، لأن ذلك هو الأمل الوحيد لاسترداد الديون المتعاقد عليها في الجامعة أو في البنك أو مع بلطجية النضم السائدة بالمجتمع. واقع مرير جعل من السلسلة محطة للإنتقادات بعد تعريتها للفكر المُبطن لوحشية الإنسان المعاصر ظاهرياً ،الامر الذي دفع بدول كبريطانيا لتحذير أولياء الأطفال من محتوى السلسلة ،لابعادها الفلسفية البنيوية التي لم تقتصر على دراسة الضاهرة من منظور فينومونولوجي (الظواهر) بل تعدته لتصوير إستعداد اللاعبين المخاطرة و القتل من أجل البقاء بمجتمع رءسمالي يحكمه المال و الجشع .

وأنت ، هل ستكون على استعداد للمخاطرة بحياتك وقتل مئات الأشخاص لكسب 32.8 مليون يورو؟