لعب بالكلام على إيقاع المعارضة… إنسحاب!؟

لعب بالكلام على إيقاع المعارضة… إنسحاب!؟

 

 

 

هل غادرت المعارضة بالمرة بعد انسحابها عن جلسة الاسئلة الشفوية بمجلس النواب هذا الأسبوع؟ ،الجواب؟ طبعا لا، وهل تمثل المعارضة اهتمامات المغاربة و تدافع عن حقوقهم أمام وجوه ليبرالية الغلاء و افتحي يا واردة، طبعا الجواب لا. معارضة لا هي يمينية و لا يسارية لا هي محافظة و لا هي متحررة من رواسب سيبة الريع و الامتيازات و لعب الكلام الذي كان يوما يُصد بالحديد و النار و القنينات الزجاجية في المخافر .

 

حتى قبل الانسحاب خرج فيهم عزيزهن بالقول “أنا رآه ما خدامش معاكم نتوما ،انا رآه خدام مع المغاربة” و هو كلام فيه كثير من الصد للتلاعب بالكلام.

 

 

فالمتابع لمداخلات فرق المعارضة، اكيد سيحس بأن الحركة عيانة، شأنها شأن التنمية الملتحية، أما اليسار فكأنه يميني يحاول صياغة الاسئلة بيسراه، فيتلعتم بالكلام محاولا إعادة صياغة ماليته المثقوبة، قبل أن يتذكر أن لا أحد من يسارييه يستطيع مجاراة النقاش الدائر عن ميزانية المغاربة بأروقة الوزارة، أما الناشرون أرجلهم على السيارات الألمانية بمرآب البرلمان فلم تبقى لهم من الشيوعية سوى مقارعة الكؤوس الفاخرة المليئة بروحانيات المعسكر، في انتظار وجوه جديدة لم تبدي رغبتها في الثمالة و مضاجعة مقود السيارة الألمانية الفاخرة على ايقاعات الموسيقى الروسية الخالدة. كأنهم لا زالوا يعيشون على ذكرى من ضحوا من أجلنا في هذا الوطن، ظنا منهم أننا كنز لا ينفد، محاولين دفننا احتراما لظنونهم.

 

فقد اصبح من الصعب اليوم أن يقتنع المغاربة أن انسحاب المعارضة من جلسة شفوية هو انسحاب من أجل مصالحهم أو زين عيونهم التي اتعبتها مشاهد مداخلات الفرق الهاوية لتحسين معيشتهم .

كما لا يُنكر على الاغلبية على أنها تستحق اكثر من الانسحاب.

فالحكومة تكفيها تبعات الزيادات التي جرت عليها كثير من سخط المواطن و هي تنذب على خديها من سوء فهم المعارضة الرخيصة المقلدة وسط الاطارات التي ناضلت من أجل حرية التعبير بمقاومة التعسف و التعذيب وسنوات الرصاص من أجل لقمة عيش المغاربة.

 

لذلك أصبح المشهد اليوم و في عز الصيف الحار كحفلة تنكرية يُتلاعب فيها بالكلام، لأن كينونة معارضة اليوم ليست هي كينونة مجموع نضالاتها عبر تاريخها، حتى مراعاتها الطريقة التي تقدم بها كينونتها_الإقبال في التراجع و الإنسحاب_تترتب عنها بعض النتائج فيما يتعلق بلغتها. هي لا تستطيع الكلام، حتى كلام تضحياتها، أن تدعي قول الكلية، منكشف بأكمله، لأنها تواري في مقال الإنسحاب قسطا من الظل و الكتمان، ليس مرده إلى اللغة الأنيقة التي كتب بها قبل توزيعه على المواقع الإلكترونية. على العكس من ذلك، لأن لعب الكلام على نمط الانسحاب و التراجع، هو الذي يصنع كل ما يحمله الكلام من سر أو غموض، أما إذا كان ينبغي السكوت عما لا يمكن الكلام عنه، و كان الكلام لا يفصح إلا بقدر ما يدخل في الإطار (الإطار الحالي) الذي يحدده لعب كينونة المعارضة (المعارضة اليوم)، فإن المسكوت عنه،.ليس هو فقط ما لا ينبغي الكلام عنه، بل و ما يرسل، من عمق كينونتكم. صدى سكوتكم و صمتكم في المقال الموزع و في الإنسحاب.

 

الصورة الأكبر:

 

الكلام الأصل أو اصل الكلام le dit يأتي إلى ذاته و يحقق و يتملك ذاته بما هو كذلك. كما أن أصل الكلام و القول المبين يجمع و يلم شمل الجميع تحت قبة يسودها قرب استقبال بعضها لبعض، و ذلك من غير دوي أو ضجيج. بل في صمت و هدوء و سكون بقدر صمت و هدوء و سكون عملية إنضاج الگاميلة. گاميلتكم!

 

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)