لماذا تستفزنا الكلمات؟ وكيف نتحرر من دوامة الحساسية..
في لحظة عابرة، قد يثير تعليق بسيط، نظرة غامضة، أو نبرة غير واضحة زوبعة من التفسيرات في أذهاننا. الكلمات ليست المشكلة الوحيدة، بل طريقة تفسيرنا لها، التي قد تستدعي جروحًا قديمة أو شكوكًا داخلية.
الدماغ والانحياز السلبي
الدماغ البشري مبرمج لتضخيم السلبية، وهو ما يُعرف بـ”الانحياز السلبي”. كلمة جارحة واحدة قد تطغى على مئة مجاملة. كما يقول عالم النفس ريك هانسون: “الدماغ يلتصق بالسلبيات كالفيلكرو(سكراتش الملابس)، وينزلق عن الإيجابيات كالتيفال(أجل المقلاة)”. تعليق سلبي واحد قد يُفسد يومًا كاملاً، لأن دماغنا يبحث عن تأكيد لشكوكنا الداخلية.
العار: الجرح الخفي
الكلمات تؤذي أكثر عندما تلامس شعورًا داخليًا بالعار أو الذنب. بحسب الباحثة برينيه براون، العار هو الشعور بأننا “لا نستحق الحب أو الانتماء”. لذا، ما يمر عاديًا مع شخص قد يصبح جرحًا عميقًا لآخر.
كيف نتحرر؟ ثلاث خطوات بسيطة
راقب أفكارك: هل التفسير الذي تبنيه حقيقي أم خيالي؟
غيّر السرد: جرب تفسيرًا إيجابيًا للكلمة أو الموقف.
ركّز على الصورة الكاملة: تجاهل السلبيات الصغيرة وامنح انتباهك للإيجابيات.
منظور أوسع:
فهم كيفية عمل الدماغ هو الخطوة الأولى للسيطرة على استفزازاتنا. اختيار تجاهل التعليقات السلبية أو التعامل معها بحكمة ليس ضعفًا، بل انتصار للسلام الداخلي. كما يُقال: “لا أحد يستطيع استفزازك إلا بإذنك”.
Comments ( 0 )