لماذا تعتبر النساء أكثر هشاشة أمام موجات الحر؟
بينما تصبح موجات الحر أكثر تكرارا بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي، يبرز قلق بالغ: التأثيرات غير المتناسبة لموجات الحر على النساء.
أبرزت دراستان منفصلتان، إحداهما أجريت في نيوزيلندا والأخرى في هولندا، على التفاوت بين الجنسين في التعرض للحرارة الشديدة ومخاطر موجات الحر. وقد كشفت هذه الأبحاث أن النساء أن النساء أكثر عرضة للوفاة بنسبة أعلى تصل إلى 15٪ خلال فترات موجات الحر مقارنة بالرجال. تعرف على المزيد حول الأسباب الكامنة وراء هذا التفاوت والعوامل المسببة له، لتتمكن من حماية نفسك بشكل أفضل من آثار موجات الحر.
عدم المساواة بين الجنسين في مواجهة موجات الحر: نتائج مقلقة
حللت الدراسة الهولندية، التي نشرت في مجلة “Springer Link”، معدلات الوفيات بعد عدة موجات حر، من بينها موجة الحر القاتلة في فرنسا سنة 2003. واستندت هذه الأبحاث إلى تحليل معمق لأكثر من 68 مقالا علميا نشر مابين سنة 2000 و2016.
وقد كشفت النتائج عن معدلات وفيات أعلى بكثير في صفوف النساء مقارنة بالرجال، حتى عند تساوي الأعمار، وهو ما يعتبر أمرا صادما يسلط الضوء على مشكلة عميقة يرها الباحثون أنها ضرورية وبالغة الأهمية لمعالجتها على وجه السرعة.
العوامل في تأثر وضعف النساء في مواجهة موجات الحر
الأسباب الكامنة وراء هشاشة النساء المتزايدة أثناء موجات الحر معقدة ومتعددة العوامل.
واحدة من التفسيرات الرئيسية تتعلق أحد أهمها في قدرتهن على التعرق.
ووفقا لهين دانين Hein Daanen، أستاذ علم وظائف الأعضاء بجامعة أمستردام والمشارك في إعداد الدراسة، فإن النساء المسنات يتعرقن بمعدل أقل مرتين من نظرائهن الرجال في نفس العمر. هذا النقص في إفراز العرق يضعف قدرة الجسم على تبديد الحرارة، مما يجعلهن أكثر عرضة للإجهاد الحراري.
إضافة إلى ذلك، تشير الدراسة إلى معدلات أعلى من ارتفاع ضغط الدم لدى النساء، وهو عامل يجعل أجسامهن أكثر حساسية للتأثيرات الضارة للحر.
فارتفاع ضغط الدم يزيد من خطر الإصابة بمشاكل قلبية ويضاعف احتمالات الوفاة خلال فترات موجات الحر.
كما يلفت الباحثون إلى أن الجهاز القلبي الوعائي لدى النساء أقل دراسة من نظيره لدى الرجال، وهو ما قد يساهم في غياب الوعي الكافي وتقدير حجم المخاطر الحقيقية التي تواجهها النساء في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
نحو حلول وقائية
في ظل هذه النتائج المقلقة، لا بد من اتخاذ خطوات للحد من التفاوت بين الجنسين في التعرض لموجات الحر. وتتمثل الخطوة الأولى في زيادة الوعي بالمخاطر التي تواجهها النساء تحديدا خلال موجات الحر. كما ينبغي أن تدمج سياسات الصحة العامة هذه البيانات لتنفيذ استراتيجيات وقائية مستهدفة من خلال اعتماد خطط وقائية موجهة تأخذ بعين الاعتبار خصوصية النساء في هذا السياق.
وتشدد الدراسة الهولندية أيضا على أهمية إجراء أبحاث أعمق لفهم الآليات المعقدة التي تغذي هذا التفاوت بين الجنسين. فمن خلال الجمع بين المعطيات الطبية، والفيزيولوجية، والبيئية، سيكون بوسع الباحثين تطوير تدخلات أكثر دقة وفعالية لحماية صحة النساء خلال فترات موجات الحر الشديدة.
ما يجب أن نبقيه في أذهاننا حول موجات الحر
موجات الحر لا تؤثر على الجميع بالطريقة نفسها، وقد تبين أن النساء أكثر هشاشة وتعرضا لتأثيراتها الضارة.
إن عدم المساواة بين الجنسين في معدلات الوفيات أثناء موجات الحر يعد مشكلة خطيرة تتطلب اهتماما عاجلا.
وقد سلطت الدراسات التي أجريت في نيوزيلندا وهولندا الضوء على أهمية فهم العوامل الفيزيولوجية والبيئية التي تساهم في هذا التفاوت.
ومن خلال اعتماد مقاربات وقائية موجهة، والاستمرار في إجراء أبحاث معمقة، يمكننا أن نعمل معا على تقليص المخاطر وحماية صحة الجميع، لا سيما النساء، خلال فترات موجات الحر الشديدة.
Comments ( 0 )