هشام الحو
اذا كنت من الشغوفين بكرة القدم و المنافسات الرياضية ككأس العالم أو كأس افريقيا أو كأس اوروبا في الماضي لغاية الان ، ستلاحظ بلا شك تعاطفا مغربيا مع كل جيرانه لكون الإنسان المغربي إنسان غير حاقد وناضج رياضيا وله من الروح الرياضية ما يجعله يستمتع بمجريات المباريات خاصة الفنية و التقنية بعيدا عن التعصب ،
و لأن الجمهور المغربي ذوّاق وله حِس رياضي يجعله يُفضل المتعة الكروية بعيدا عن أي تجاذبات سياسيوية، والتي تُلعب غالباً امام مدرجات فارغة .
فتراه يشجع إسبانيا ثارة بكأس العالم وكأس اوروبا للفرجة الكروية أولا و لتاريخهم المشترك مع المغرب ، ويشجع ثارة الجزائر في كأس العالم للفرجة ولروابط التاريخ المشترك والجوار..
إلا أن الملاحِظ لمنافسات كأس إفريقيا المُقامة حاليا بالكامرون سيُسجل بلا شك تغير تلك المعادلة المغربية الشعبية.
و التي حل مَكانها تملْملا جماهريا من الجزائر ، فلم نعد نرصد الشبان المغاربة اللذين يرتدون أقمصة المنتخب الجزائري للتشجيع، ولم نعد نشاهد تشجيع المغاربة للمنتخب الجزائري في المقاهي بحرارة كما بالامس القريب بمونديال البرازيل،
بل العكس الذي حصل ، فبمباراة اليوم بين الجزائر و ساحل العاج ( صديقة المغرب) ُهزّت المقاهي و انقلب ابريق الشاي المنعنع خاصتي مع تسجيل الهدف الثالث للايفواريبن.
كما لو أن الجمهور المغربي يتفاعل بحماس مع كل المحاولات الايفوارية ، عكس فتوره الواضح الجلي من المنتخب الجزائري و نياكة في المعلق حفيظ دراجي عن كل كلمة ينطق بها ، وفي هذا الموقف يحق لنا أن نتساءل، لماذا تغير هذا الموقف من سنة 2014 للآن ؟!
- فهل ساهم إستهداف الدولة الجزائرية والهجوم على المغرب والمغاربة في تغير موقف الجمهور ؟!
ام أن تعاطف الإعلاميين في الجارة الشرقية مع توجهات دولتهم تجاه المغرب قطع شعرةً معاوية التي كانت تربط الشعبين ؟!
أم هي بداية إستفاقة المغاربة من متلازمة خاوة خاوة والتي كانت في الغالب من إتجاه واحد كالحب المرضي من طرف واحد ؟!
أم أن الفكر القومي المغربي شرع في التمدد داخل الاوساط الشعبية المغربية ؟!
نترككم للإجابة على هذه التساؤلات
لأنها ظاهرة في عمقها تحتوي على العديد من التفصيلات والتحليلات التي تحتاج لدراسات سوسيولوجية ونفسية جادة لفهمها بالشكل اللائق..
Comments ( 0 )