“مدير المستشفى الإقليمي أسفي”: بطل نجا من التدافع السياسي قبل الإطاحة بالوزير… والإنارة؟ ظلام دامس!”
في مدينة أسفي، حيث يبدو أن السياسة تتحول إلى مسرحية هزلية لا تنتهي، نشاهد فصولاً متتالية من التدافع والصراعات التي لا تقل إثارة عن مباراة كرة قدم بين فريقين لا يعرفان كيف يسجلان هدفاً طيلة الشوط الأول للولاية. هذه المرة، أصبح محور القصة هو مدير المستشفى الإقليمي، الذي أصبح بطلاً لا يُقهر في مواجهة محاولات الفاعلين الموقرين للإطاحة به. مشهد أصبح حديث المدينة ،تخيلوا المشهد: نواب و مسؤولون محليون يتسابقون كالأطفال خلف كرة، لكن بدلاً من التسجيل، يتعثرون في بعضهم البعض، ثم يأتي المدير الجهوي كحكم صارم يطلق صافرته ويطرد المدير من الملعب… لكن انتظروا، القصة لم تنته بعد!
فجأة، وبقرار وزاري يشبه تعويذة سحرية، يعود المدير إلى منصبه كما لو أنه قائد خارق نجا من مؤامرة فاشلة. بوغطاية النائب البرلماني عن دائرة أسفي كان له آخر سؤال شفهي حول الموضوع، عن سبب عزل المدير ورجوعه لمنصبه بقرار من العاصمة، وبدل تفسير الأمر بالجواب رد الوزير خالد آيت الطالب قبل تركه للمنصب بكل لباقة على البرلماني بوغطاية: “سير حتى تجيب التفاصيل كاملة عاد سولني”، الغريب أن الذين كانوا يحلمون بتتويج أنفسهم أبطالاً في هذه المعركة، عادوا إلى مقاعدهم بخفي حنين، يلعقون جراح هزيمتهم الساخرة.
لكن الضحكة الكبرى؟
بينما المدير عاد ليتربع على عرشه مجدداً، ها هو الوزير نفسه يُطرد من وزارته، تاركاً الساحة لوزير جديد لم يُكلف البرلماني الموقر حتى عناء رفع سماعة الهاتف للدفاع عن قضية العزل. لماذا؟ لأن الجميع مشغول بمباراة التدافعات السياسية التي لا تنتهي، بينما الإنارة أمام المستشفى الجديد و رغم الثقل الذي سبق تعيين العامل الجديد محمد الفطاح تظل بوابة المستشفى الإقليمي محمد الخامس غارقة في الظلام، كناية عن حال المدينة بأكملها.
في هذا السياق، يبرز صوت المجتمع المدني كصرخة في البرية، يذكرنا بأن الاحتجاج السلمي هو حق مشروع مكفول بالدستور المغربي في فصله 29، وبكل المواثيق الدولية التي وقّعنا عليها بفخر ونسيان. لكن، بدلاً من أن يُترجم هذا الحق إلى حلول عملية – كإصلاح الإنارة أو معالجة التضييق على المدير – اختار المسؤولون حلاً عبقرياً: منع الاحتجاجات! نعم، لأن السكوت أسهل من إضاءة مصباح أو مواجهة الفوضى السياسية.
والنتيجة؟
موجة غضب و ظلام أمام المستشفى وسخط اجتاح المدينة، كأن أحداً فتح صندوق الانتماء السياسي و تسخين طبول الدعاية الانتخابية وترك الجميع يتجادلون في الظلام.
في النهاية، المدير باقٍ، الوزير راحل، والبرلماني يتفرج من بعيد، بينما المنتخبون يواصلون مباراة “الكر والفر” دون أن ينتبهوا إلى أن سكان أسفي قد سئموا التصفيق لمسرحية لا تقدم حلاً ولا تضيء شارعاً. آه، لو كان هناك جائزة لأفضل كوميديا سوداء، لفازت بها أسفي بجدارة!
Comments ( 0 )