مسرحية كارافاجيو للفرقة الإيطالية m’y expérience تلقي الضوء على تاريخ الفن الإيطالي بأسفي
قدمت فرقة “M’y Expérience” الإيطالية في مدينة أسفي، ضمن فعاليات المهرجان الدولي للمسرح “جسور”، عرضًا مسرحيًا ملهمًا بعنوان “كارافاجيو”، يستحق الإشادة لجرأته وطموحه في إعادة إحياء روح فنان ثوري من القرن السادس عشر.
هذا العرض التجريبي، الذي جمع بين السينوغرافيا البصرية، الرقصات التجسيدية، والموسيقى الشاعرية، نجح في تقديم قراءة فنية عميقة لتاريخ إيطاليا من خلال لوحات كارافاجيو وشِعره، الرسام الذي تحدى تقاليد الكنيسة وأعاد صياغة مفهوم الجمال.
![]()
الجرأة في التجريب، هي أكثر ما يستحق الثناء في هذا العرض، الذي اعتمد نهجًا تجريبيًا يمزج بين الفنون البصرية والأداء المسرحي. عرض لوحات كارافاجيو في خلفية الركح بطريقة ذكية، حيث تحولت الأعمال الفنية إلى شخصيات حية تروي قصة الفنان وصراعاته. هذا الشكل من المسرح الذي غالباً ما يعزز قدرة الفن على التواصل عبر الزمن، يستحق التشجيع لتسليطه الضوء على تاريخ إيطاليا الفني بطريقة مبتكرة.
الموسيقى هي الاخرى اضفت بعد شاعري، مع لحظات من الصمت الذي “يُستشعر”، أضاف بُعدًا عاطفيًا قويًا، مما عزز الارتباط الروحي بأعمال كارافاجيو الذي يرسم لوحات تتوقف فيها الحياة بلحظات من التأمل في الحياة الإيطالية بالقرن السادس عشر. الرقصات التجسيدية هي الأخرى نجحت في التعبير عن هشاشة وحميمية شخصية الفنان، مما عكس تفاني الفرقة في ترجمة النص الإيطالي إلى لغة عالمية كانت تحكي عن لحظات اقرب من الخيال، حين اصبحت الرغبة فخاً للإدانة من منظور كرافادجيو الذي كانت لوحاته مرآة ناطقة تعكس ضعف في شئ من القداسة و حميم يكاد يكون لمساً.
![]()
يُشجع استمرار هذا النهج متعدد الوسائط، الذي شارك فيه الجمهور للحظات، ليكون جزء من لوحات كرافادجيو على خشبة المسرح التجريبي مع اقتراح تنويع الحركات الراقصة لتجنب التكرار وزيادة الديناميكية.
المسرحية نجحت في إيصال رسالة كارافاجيو كفنان يتحدى القيود ويبحث عن الحقيقة في الظلال. هذا العرض استطاع ان يكون نموذجًا رائعًا لكيفية استخدام المسرح التجريبي لتسليط الضوء على شخصيات تاريخية، مما يثري الحوار الثقافي بين الشعوب. خاصة بعد تعزيز هذا الجانب عبر تضمين الفرقة بعملها للحظات تفاعلية مع الجمهور لتعميق التجربة.
![]()
رغم قوة العرض، كان يمكن تحسين التوازن بين العناصر البصرية والدرامية باقبال جماهيري أكثر. النص، بكل شاعريته، بدا في بعض المقاطع مُطنبًا، مما قد يصعب على الجمهور غير المتخصص استيعابه. و هو ما جعل الراوي يعمل على تبسيط بعض المقاطع دون التضحية بالعمق، مع ضبط إيقاع الموسيقى ليضمن انسيابية أكبر.
مسرحية “كارافاجيو” تُعد إضافة مبهرة للمسرح التجريبي، حيث نجحت في إحياء تاريخ الفن الإيطالي بأسلوب معاصر ومؤثر. يُشجع استمرار هذا النوع من العروض التي تجمع بين التاريخ والإبداع، مع التركيز على صقل التفاصيل لتقديم تجربة أكثر سلاسة. فرقة “M’y Expérience” أثبتت أن المسرح يمكن أن يكون مرآة ناطقة، تمامًا كلوحات كارافاجيو، تحمل في طياتها دعوة للتأمل في الجمال والروح الإنسانية. استمروا في هذا الإبداع، فالعالم بحاجة إلى مثل هذه الأصوات الفنية!
Comments ( 0 )