يصور مسلسل فتح الأندلس الذي تبثه القناة الأولى هذه السنة مع مجموعة من القنوات العربية، الحقبة التاريخية المهمة التي أسست دولة الأندلس بشبه الجزيرة الايبيرية ،و التي دامت أكثر من ثمانية قرون، في قالب درامي مشوق يكشف أحداث فتح طارق بن زياد مدينة طنجة ثم سبتة ومنها إلى الأندلس.
مسلسل أثار جدلا واسعا وسط المتابعين المغاربة بسبب النقاش الدائر حول أصول شخصية طارق بن زياد بين المتعصبين للامازيغية و اتباع التيار الموري الذي ظهر مع إعلان الملك للنموذج التنموي 2020 ، و المنتسبين للرواية المشرقية.
وقد انطلق هذا الجدل حتى قبل عرض المسلسل بين رواد التواصل المغاربة والجزائريين، إذ يعتبر الجزائريون أن القائد ينحدر من مدينة تلمسان الجزائرية، فيما يعتبره المغاربة مغربيا من منطقة الريف.كما اعتبر عدد من رواد منصات التواصل أن المسلسل يتضمن مغالطات تاريخية كثيرة تشوه الأحداث الحقيقية وتطمس الهوية الأمازيغية لطارق الموري .
من جهة أخرى، حاز المسلسل على استحسان المتابعين وأشادوا بالحرفية العالية لفريق العمل، سواء من حيث التمثيل أو التصوير والإخراجكما أشاد أسامة الشاهين، عضو مجلس الأمة في البرلمان الكويتي، وزارة الإعلام الكويتية التي احتضنت هذا المسلسل الهادف والتاريخي ،كما طالبها بانزال أقصى العقوبات على الأعمال الهابطة المسيئة للمرأة و الاسرة ،
و يقول مخرج المسلسل الكويتي محمد العنزي إن أسبابا عديدة دفعته إلى إخراج هذا العمل أبرزها قيمة تاريخ الأندلس الزاهر والثري جداً من جوانب عديدة كالجمال البصري والدرامي والتاريخي والإنساني كونها حضارة ضخمة وكبيرة لها ارتباط بنا كعرب ومسلمين.
و سواء كان طارق بن زياد بعيون خضر عكس الممثل السوري سهيل الجباعي أسود العيون، ممشوق القوام أو ثخن ،موري أمازيغي أو عربي او بيزنطي كما صورته العملة البيزنطية أو العملة الحالية لجبل طارق التابعة التاج البريطاني ،فكل هذا لا ينفي أن طارق بن زياد ابن المغرب الأقصى الذي عرف منذ زمن باشعاع الدولة المغربية الضارب في جدور التاريخ ،
و ما على المتابعين لهذا المسلسل لفهم اكثر، سوى عدم الاكتفاء بالمشاهدة و فتح كتب التاريخ و المراجع لفهم قصة هذا القائد الإسلامي المغربي اولا و أخيرا و دون تعصب لأن جهاد طارق بن زياد كان من أجل نبذ الانقسامات و الضلم.
مسلسل “فتح الأندلس” يفتح نقاش شخصية طارق بن زياد على منصات التواصل الاجتماعي.

Comments ( 0 )