ملتمس تشريعي لمنح الجنسية لأحفاد اليهود المغاربة يثير قلقاً بشأن إعادة سيناريو فلسطين
أثار المقترح التشريعي الذي تلقته الحكومة موجة من القلق في الأوساط المغربية، وذلك بعد الإعلان عن نية منح الجنسية المغربية لأبناء وأحفاد اليهود المغاربة، بما فيهم من يقيمون في إسرائيل. ويرى البعض أن هذا التشريع قد يؤدي إلى تجنيس أشخاص متورطين في الإنتهاكات الجسيمة ضد الشعب الفلسطيني، مما يعيد إلى الأذهان سيناريو الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وإمكانية إعادته في المغرب.
في هذا الإطار، أكدت وزارة العلاقات مع البرلمان المغربية يوم السبت 12 أكتوبر 2024، تلقيها ملتمس تشريعي عبر “البوابة الوطنية للمشاركة المواطنة”، يقضي بمنح الجنسية المغربية لأحفاد اليهود المغاربة. موضحة أن هذا الملتمس موجه إلى رئيس مجلس النواب، السيد رشيد الطالبي العلمي، دون ذكر التفاصيل عن مقدميه.
فيما شدد أصحاب الملتمس أن الهدف من هذا المقترح هو إعادة الحقوق الدستورية والسياسية والدينية لأبناء وأحفاد اليهود المغاربة، فضلاً عن إدماجهم في الوسط الاجتماعي الاقتصادي في المغرب. ومع ذلك، تحذر بعض الجهات الحقوقية من أن هذا الإدماج قد يؤدي إلى استقبال أفراد يحملون جنسيات إسرائيلية وهو ما قد يثير توترات في ظل الموقف الشعبي الرافض للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
يأتي هذا الجدل في وقت تشهد فيه عدة مدن مغربية، بما فيها العاصمة الرباط، وقفات تضامنية متواصلة مع الشعب الفلسطيني في غزة منذ بداية حرب 7 أكتوبر ” طوفان الأقصى” والذي يتعرض لهجمات إسرائيلية عنيفة إلى حد الآن. حيث يدعوا المتظاهرون إلى إنهاء حرب الإبادة في غزة ووقف كافة أشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
يطرح هذا الملتمس التشريعي مجموعة من الإشكالات التي تسيطر على الاوساط المغربية، بين مؤيدين ومعارضين لهذه العملية التي يرى البعض أنها تمهيد لدخول إسرائيل وخلق نزاع في المغرب كما افتعله في فلسطين. فإلى أي حد يمكن تفسير ملابسات هذه الخطوة؟ هل هذا الملتمس يعكس تجنيس حقيقي أم رغبة في خلق توترات واضطرابات كبرى؟
Comments ( 0 )