ملف الصحراء المغربية 2024: دينامية ملكية حاسمة تعزز السيادة ودعم دولي غير مسبوق
أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في تصريح له اليوم الجمعة 13 دجنبر 2024 بمدينة العيون، أن عام 2024 يُعد نقطة تحول محورية في قضية الصحراء المغربية، بفضل الدينامية الاستراتيجية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصرهالله، وتوجيهاته المتواصلة لدعم هذه القضية الوطنية.
وأشار السيد بوريطة، خلال ندوة صحفية مع نظيره الزامبي السيد مولامبو هايمبي، إلى أن الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي قد شهد قفزات نوعية، حيث باتت تحظى بتأييد أكثر من 20 دولة أوروبية، من بينها سلوفينيا، فنلندا، الدنمارك، وإستونيا، فضلاً عن دعم 113 دولة على مستوى العالم. وفي مقابل هذا التقدم، أضاف الوزير أن الطرح الانفصالي يشهد تراجعًا ملحوظًا في ظل سحب كل من الإكوادور وبنما اعترافهما بالجمهورية الوهمية، ليصل إجمالي الدول التي تعترف بها إلى 28 دولة فقط.
وفي إطار التطورات الأممية، أبرز الوزير أن قرار مجلس الأمن لعام 2024 حمل رسائل حاسمة، حيث شدد على ضرورة احترام وقف إطلاق النار، مؤكدًا على أن أي انتهاك لهذا الاتفاق يقوض العملية السياسية. وأردف أن القرار الأممي أضاف عناصر جديدة تعكس الدور المحوري للمملكة في الملف، فيما أكد على أهمية أن تقتصر المفاوضات السياسية على الأطراف الجادة ذات المصداقية.
وفي السياق نفسه، شهدت الأقاليم الجنوبية للمملكة استمرارًا ملحوظًا في فتح القنصليات، حيث افتتحت جمهورية تشاد قنصليتها في مدينة الداخلة، ليصل عدد القنصليات إلى أكثر من 30 قنصلية، مما يعكس التزام الدول الإفريقية بدعم سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
على مستوى الاتحاد الإفريقي، شدد السيد بوريطة على أن الرؤية الملكية التي تضع التعاون كأولوية، بدلًا من استغلال الاتحاد لدفع أطروحات انفصالية أصبحت واقعًا ملموسًا، إذ اكتفى الاتحاد بمواكبة جهود الأمم المتحدة دون إصدار مواقف منفصلة حول قضية الصحراء.
أما بالنسبة للاتحاد الأوروبي، فقد شهدت سنة 2024 تحولا تاريخيا، حيث تم إلغاء مجموعة “الصحراء الغربية” في البرلمان الأوروبي لأول مرة منذ 22 عامًا، ما اعتبره السيد بوريطة “إشارة قوية” على التحول الجذري في الموقف الأوروبي من دعم الوحدة الترابية للمغرب.
وأكد الوزير أن النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي أطلقه جلالة الملك في 2016، بدأ يجني ثماره، حيث حقق مشاريع تنموية ملموسة تساهم بشكل كبير في تعزيز الموقف المغربي على الصعيدين الإقليمي والدولي.
توجت سنة 2024 بتحقيق نجاحات دبلوماسية استراتيجية كبيرة، حيث أكدت الدينامية الملكية الحاسمة على تعزيز السيادة المغربية على الصحراء. ومع استمرار الدعم الدولي المتزايد، أصبح المستقبل أكثر إشراقًا بالنسبة للمملكة التي تواصل التأكيد على موقفها الثابت والمبدئي في هذا الملف الحساس.
Comments ( 0 )