مناسبة عاشوراء في المغرب .. تراث لامادي صامد في زمن الوباء

لاشك أن أزمة كورونا غيرت العديد من المعالم عبر العالم، فقد ألغت احتفالات سنوية شهيرة، وأبعدت الجماهير عن الملاعب، وألغت الأعياد والحفلات والأعراس، إلى غير ذلك من المتغيرات التي شهدها العالم في السنتين الماضيتين.
غير أن مناسبة يوم عاشوراء، لاتزال صامدة، على الأقل في المغرب، ف “عشوراء”، “العواشر”، “بابا عيشور” …، تختلف المسميات والألقاب، وتبقى طقوس المغاربة لإحياء عاشوراء متفردة ومتميزة عن غيرها من الشعوب.
“عواشر مبروكة.. علينا وعليك”، بهذه العبارة يبدأ المغاربة عامهم الهجري الجديد، بتهنئة بعضهم البعض، احتفالاً بيوم عاشوراء، الذي يحظى باهتمام خاص لدى الشارع المغربي.
“عاشوراء” أو “العواشر”، كما يسميها المغاربة، تصادف يوم العاشر من شهر محرم، حسب التقويم الهجري، وهو يوافق في المغرب اليوم الخميس 19 غشت 2021.
تتميز الإحتفالات بعاشوراء في المغرب، بطقوس وعادات خاصة، يتوارثها المغاربة جيلاً عن جيل، إذ مازال إحياؤها قائماً إلى اليوم في معظم المدن والقرى، رغم الأزمة الوبائية، التي لم تمنع العديدين من التمرد على قرار منع الإحتفالات، مؤكدين أن العرف الثقافي سائد دائما.
هذه الطقوس الخاصة؛ منها ما هو مستوحى من الموروث الديني (الزكاة، الصيام..)، وأخرى خالدة من وحي الذاكرة التراثية الشعبية، التي أبدعها المغاربة منذ مئات السنين.
هذه الذاكرة الجماعية، التي لازالت تحافظ على “مائدة عاشوراء”، “حق بابا عيشور”، “الطعريجة”، “شعالة عاشوراء” ..، إلى غير ذلك من الطقوس المتنوعة، والتي يتشبث بها المغاربة عن بكرة أبيهم.
“يوم عاشوراء” بالمغرب هو تراث لامادي مكتمل الأركان، ينفرد من خلاله المغرب مرة أخرى عن بقية الأمم، بأعرافه وتقاليده، التي تزيد من اليقين على أنه شعب فريد ومبدع حتى في احتفالاته.

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .