منصات التواصل الاجتماعي تهدد القيم الأخلاقية و”تيك توك” يتصدر المحتويات الضارة… هل ستتدخل الدولة؟
تشهد منصات التواصل الاجتماعي وعلى رأسها “تيك توك”، انتشارا واسعا جعلها جزء لا يتجزأ من حياة ملايين المستخدمين، بمن فيهم الأطفال والمراهقون. إلا أن هذا الانتشار السريع كشف عن جانب مظلم لهذه المنصات، حيث باتت بيئة خصبة لنشر محتويات غير لائقة تهدد القيم الأخلاقية وتثير تساؤلات جادة حول دور الدولة والمجتمع في التصدي لهذه الظاهرة.
تيك توك بين الترفيه والمخاطر
على الرغم من الإيجابيات التي تقدمها هذه المنصة من خلال توفير محتوى تعليمي وإبداعي لمتخصصين في مختلف المجالات، إلا أن الجانب السلبي بات يطغى بشكل مقلق. فقد انتشرت الحسابات التي تروج للإباحية والتفاهة دون أي رقابة أو مساءلة، بينما يُعد “تيك توك” الأكثر استقطاباً لجميع الفئات العمرية، مما يعرض الناشئة لخطر مباشر على قيمهم وسلوكهم.
دور الأسرة في الحماية
في ظل هذا الوضع، تبرز مسؤولية الأسرة كخط دفاع أول لحماية الأطفال والمراهقين. إذ لا يمكن ترك الأطفال خاصة من تقل أعمارهم عن 12 سنة، يتصفحون هذه المنصات دون إشراف. ويتطلب ذلك توعية مستمرة بخطورة بعض المحتويات، إلى جانب ضبط وقت استخدام الإنترنت لضمان تحقيق استفادة إيجابية سواء كانت التعليمية أو الترفيهية.
ضرورة التدخل الحكومي
ومع تفاقم المخاطر، تتعالى المطالب بضرورة تدخل الدولة لاتخاذ إجراءات صارمة، مثل فرض قيود على المحتوى المنشور أو حظر المنصات التي تتجاهل معايير السلامة الأخلاقية. كما ينبغي تفعيل آليات المراقبة الرقمية وتطبيق العقوبات القانونية بحق من يروجون للمحتويات المخلّة بالقيم.
حلول جماعية لتحديات رقمية
تُعتبر مواجهة هذه الظاهرة مسؤولية مشتركة بين الدولة والأسرة والمجتمع. فالأسرة مطالبة بتوفير بيئة تواصل آمنة لأبنائها، والدولة ملزمة بوضع تشريعات تحمي الأفراد من المحتوى المشبوه، فيما يُنتظر من المجتمع العمل على تعزيز الوعي الجماعي بمخاطر الاستخدام غير المسؤول للتكنولوجيا. إذا لم تتخذ خطوات فعالة الآن فقد نرى انتشارا أكبر لهذه الظاهرة مع مرور الوقت. مما يؤثر بشكل كبير على قيم الأجيال القادمة.
و يبقى السؤال المطروح : هل ستتحرك الدولة بخطوات جادة لحماية الأجيال القادمة من هذا السيل الجارف من المحتويات الضارة؟ وهل ستدرك الأسر أهمية دورها في التوجيه والمراقبة؟ أم ستبقى هذه المعضلة دون حلول فعالة وتنتشر بشكل أكبر حتى تصبح من المسلمات؟
Comments ( 0 )