منع الهاتف الذكي من ولوج الثانوية السنة المقبلة !؟
يتذكر أفراد جيل X والألفية حالات التمرّد أيام إحضار الهواتف الذكية في المدرسة لتباهي على زملائهم، ومحاولة إخفائه في أماكن عجيبة، في الملابس الداخلية مرة، وفي حوض المرحاض الخلفي مرة، أمّا الجيل التالي اليوم، حدّث ولا حرج، فالأجهزة الذكية أصبحت مسموحة عند غالبية المدارس، حتى أنها أصبحت تخترق أجهزة الأمن في حراسة الامتحانات الاشهادية، لكن فيه شيء تغيّر!
هل يكمن الحل في منع الهواتف؟
مع السماح بالهواتف الذكية لولوج صف الدرس، زادت نسبة تشتت انتباه الطلاب للدرس، وقلّ تفاعلهم، وانخفضت درجاتهم الإدراكية رغم نفخ الوزارة في المعدلات لهذه السنة، والمعلمون يقولون: “كله من التلفون” و الآباء يقولون ” صافي خرج عليهم التلفون” ناهيك عن أضرار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي داخل بيئة تعليمية بحتة.
نعيد السؤال : هل يكمن الحل في منع الهواتف؟
جربت بعض المدارس في نيويورك منع الأجهزة طوال اليوم، وكعادة الجيل الجديد، غضبوا واحتجّوا، لكن العجيب أنهم في النهاية اعترفوا بالتغييرات الإيجابية، منها ارتفاع درجاتهم ونسبة تركيزهم في الدروس، وزيادة تفاعلهم في الأنشطة اللامنهجية، وتوطدت علاقتهم مع زملائهم كونهم صاروا يجتمعون بحلقات في ساحة المدرسة خلال الفسحة.
المسؤولون بنيويورك أعجبهم الحل، حيث تخطط المدينة لمنع الأجهزة عن أكثر من مليون طالب في مدارسها، وستلحقها لوس أنجلوس وولاية فرجينيا في يناير 2025.
ماذا عن مدارسنا هل تمسك هي الأخرى العصا من الوسط…
قد يكمن الحل الوسط والأمثل، هو الاقتداء بطريقة حفلات الزواج عند أغنيائنا، حيث كانت هواتف المدعويين بأحد الأعراس، توضع في أكياس مغناطيسية قبل تسليم مفاتيح السيارات الفاخرة لسياس مرفأ القصر، و تسلّم في نهاية حفل الزواج حتى لا يتشتت انتباههم أثناء حضور الطبقة المخملية.
ميزة هذا الإجراء تكمن في كونه بديل ناجح لقرار المنع، فالمدعوون هنا لطلب العلم سيظلّ بإمكانهم استخدام جهازهم عند الحاجة، وفي نفس الوقت لا يخترق الخصوصية، ولا يزعج من حوله، ولا يفقد تركيزه ولا حتى درجاته، كلو في إطار البرستيج حتى يتحقق المراد لأنهم جيل ضدي يحب العناد .
منظور أوسع:
الإنسان كائن تكيفي، لديه القدرة على الابتعاد عن الجوال، لو أجبر على ذلك.
Comments ( 0 )