مواقف و محطات ..تغيير جمالية المنظر نحو رفاهية التنقل  

مواقف و محطات ..تغيير جمالية المنظر نحو رفاهية التنقل

 

 

 

كيف يمكن لفن العمارة أن يغير من عادات التنقل؟

 

تحدثنا كثيرا عن التدبير المفوض للنقل داخل المجالس البرية للجماعات، أسطول النقل البري المُزدوج، مواقف الحافلات، و على تغيّر عادات الناس داخل المحطة عن تأثير..؟ وبالمناسبة اعجبني التصميم الاخير، لانه كما يقول المُنعشون : مندمج مع بيئته، و لم يلتفتوا مطلقا إلى ثقافة العشوائية التي تبتعد بأكثر من 100 كلم عن فكرة الجمال عمومًا، هذه الثقافة التي تجعل أحد الطرفين – سواء الراكب أو السائق – يركد خلف الآخر بحيث تكون المفاوضات على السعر في الهواء الطلق و داخل الحافلة وخارجها تحث الشمس طوال النهار هز .. حط وصل ،على ىسلامتك.

 

مواقف حافلات بلا حياة.

 

في معظم مدن العالم، يتم النظر إلى مواقف الحافلات.. عذرًا، لا يتم النظر أصلاً إليها؛ هي مجرد مكان للانتظار لا أكثر. كراسي مهترئة، وزجاج خشب متكسر، تجلس ع الحديدة وسقف – إن وجد – يشحن أشعة الشمس الحارة متناسيًا وظيفته الأساسية في حجبها، باختصار، كأن المواقف عموماً هي تعريف لكآبة المنظر.

 

ماذا لو غيرنا الوضع ؟

 

في دراسة إيطالية حديثة، تم استخدام تقنية الواقع الافتراضي لعرض نسخة محسنة تدب فيها الحياة من أحد مواقف الحافلات في ميلانو؛ تميز هذا الموقف يعكس الواقع الموجود تماما؛ فالمقاعد مريحة وبألوان جذابة، وهناك إمكانية للتسوق بعين المكان.

أكثر من 300 شخص من المشاركين في الدراسة كانوا على استعداد لدفع مبلغ إضافي يصل إلى 4,71 دولار بالإضافة إلى إطالة مدة الرحلة لأكثر من 28 دقيقة إضافية للتمتع بهذا المنظر الجميل؛ وهذا يدعو للتفكر: إذا كان الناس على استعداد لدفع مبالغ أكثر، فهذا يعني أن الجمال ليس رفاهية، بل هو جزء مهم من جودة الحياة التي تؤثر على قراراتنا وتحسن من صحتنا النفسية.

 

كل يلتفت للجمال؟

 

بالتأكيد لا… البعض الذين يعتمدون على وسائل النقل العام للوصول إلى العمل أو الدراسة “ما هو ” معهم بفكرة الجمالية، لأن الأولوية لديه تكون للراحة والسرعة، ويكفيه أن المواقف قريبة من منزله، آمنة، ومريحة بما يكفي للانتظار لبضع دقائق فقط، وهذا بالطبع لا يلغي الأهمية الحقيقية لجمالية المواقف، ويؤكد ذلك دراسة أعدتها جامعة مينيسوتا مفادها أن الركاب الذين انتظروا في محطات مجهزة وذات جمالية وحياة شعروا أن وقت انتظارهم المقدر بـ 10 دقائق كان 11 دقيقة، بزيادة دقيقة واحدة فقط على عكس الذين انتظروا في محطات “بالية” شعروا أن وقت انتظارهم اقرب لـ 21 دقيقة.

 

منظور إيطالي :

 

يقول صاحب الدراسة أن الاستثمار في الجمال هو دائمًا خطوة جيدة لكل من المشغلين من القطاع الخاص والإدارات العامة.

 

 

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .