مُدن تجبرك على ممارسة الرياضة..
ببساطة ينقسم الرياضيون لقسمين:
– حريصين : يتجنبون المشي على الخطوط الفاصلة بين السيراميك و الطريق، يعتنون بخطواتهم لتجاوز الحاجز
الأول و الدَّرج، فالبِركة المائية و بالوعة الصرف المكشوف، و ثاني و ثالث حاجز على ممر الراجلين ،علامة قف.
– عفويين: لا نغير إيقاع الخطوات و نمر على الخطوط دون أن تتحرك شعرة، دخلة آسفي ،باب دكالة، الأزقة الضيقة بمراكش وفاس.. ،أعظم اختراع فرنسي بالقرن العشرين 103 زايد سرعة على مول البّيكالة المُناور ،مناورات السيدة العجوز بالعُكاز وسط لقاء مُصغر لكرة قدم الأطفال، الكل على راحته في المشي وسط المدن العتيقة.
مبدئيا
نفس هذا المبدأ ينطبق على معظم الأنشطة الحركية. لكن الظاهر أن النوع الأول أكثر من الثاني، وأن هذا يمكن أن يُستغل في مواصلة بناء مدن رياضية.
نفسياً
هناك دراسات وجدت أنك إذا أعطيت خيارين لشخص عن المشي: الرصيف العادي أو ممشى آخر فيه بعض التحديات البسيطة، الأغلبية تختار طريق التحديات، هنا آسفي، حيث المشاة تفضل البقاء على سجيتها بين ممرات الراجلين المنسية و طريق السيارات بإنسيابية.
حلول عفوية لممارسة الرياضة !
هل يمكن أن تعيش في مدينة تجبرك على الرياضة؟
لا بالقوانين، و لا العقوبات.. ! ولكن بالتصاميم الإبداعية.
ملاعب القرب الرياضية هي مشكلة بحد ذاتها، ولكن حتى مع توفرها، فهذه المرافق هي أماكن تذهب لها لممارسة الرياضة.
والأغلبية تستثْقل فكرة شد الطريق لها ودفع الإتاوة. بالمقابل يفضل البعض اختيار تسلق سور الحديقة مع صديقته، لتعلم مبادئ الجيدو المؤسس، ومواصلة تمارين الركد بعد حضور نشالين الهواتف الغير مسجلين على قوائم المشتبه بهم، انتهت الرياضة.
ماذا لو تم إدخال الرياضة والمتعة في طريقك اليومية؟
عوامل أخرى
نسينا أن الاغلبية أيضا تشعر بتأنيب الضمير على قلة حركتها، الخمول و قلة الحركة؛ التصاق الفخضين؛ الكرش؛ عصاب المعدة. لا تبالغ بجَلد نفسك، فهناك عدة عوامل ساهمت بهذا، أحدها: تصاميم المدن الحالية، لا تشجع على الحركة، والروتين اليومي يأكل جل يومك وغالب طاقتك، والحركة الإضافية تتطلب إزاحة بعض المهام لتفريغ مساحة لها.
العُمران الرياضي
مفهوم “العمران الرياضي” يسعى لبث روح الحركة في المُدن، فبدلًا من الطرق المعبدة الاعتيادية، نضيف بعضًا من اللمسات اللطيفة هنا وهناك، مثلًا طريق مساوي في المسافة لكنه مُتموج بالارتفاع والهبوط، أو شق طريق عبر بحيرة على شكل حجارة متفرقة بدلًا من الجسر العادي، مما يتطلب من الأشخاص قفزات صغيرة لعبور البحيرة إلى الجانب الآخر. خُد بيدي ،ألق التحية وسط الأزقة العتيقة ،فهي أكثر انسيابية.
منظور أوسع
انتهت رؤية مجموعة من المؤرخين و العلماء ،منهم المسلمين، إلى اكتشاف نوعٍ من الفلسفة الاجتماعية أطلق عليها اسم العمران البشري،وصفه العلامة ابن خلدون بأنّه « مستحدث الصنعة غريب النزعة غزير الفائد ».
Comments ( 0 )