نقطة يقظة : الاضطراب الهرموني و تأثيره على صحتنا النفسية
يُعدّ اليوم، الذي يصادف اليوم العالمي للصحة النفسية مناسبةً مهمةً للتوعية بأهمية الصحة النفسية ودورها في رفاهيتنا الشاملة، خاصة مع الضغوط الاقتصادية و الاجتماعية و التغيرات المناخية التي يعيشها الأفراد خلال العقد الأخير، حيث كانت تعتبر ضغوط الأرق و الستريس من أهم اشعارات الانذار التي تطلقها منظمة الصحة العالمية قبل الكوفيد، وفي هذا السياق، لا يمكن إغفال تأثير الاضطرابات الهرمونية على الصحة النفسية، حيث تُظهر الأبحاث العلمية و تقارير علماء النفس العلاقةً الوثيقةً بين التوازن الهرموني وسلامة الحالة النفسية.
علمياً، تُنتج الغدد الصماء في الجسم مجموعةً متنوعةً من الهرمونات التي تنظم العديد من وظائف الجسم، بما في ذلك المزاج و النوم و الشهية و والطاقة.
و في هذا الاتجاه يمكن القول أن اختلال توازن الهرمونات، سواءً نتيجةً لعوامل وراثية أو أسلوب للحياة الغير صحي أو الأمراض الأخرى، تؤدي إلى مجموعةٍ واسعةٍ من الأعراض النفسية.
و من بين الاضطرابات الهرمونية التي تُؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية، تم حتى الآن رصد مجموعة من الأعراض أبرزها:
اختلال توازن هرمونات الغدة الدرقية الذي يمكن أن يؤدي الى انخفاض نشاط الغدة الدرقية (قصور الغدة الدرقية) إلى أعراض مثل الاكتئاب، التعب الشديد، صعوبة التركيز، وبطء في التفكير. بينما قد يُسبب فرط نشاط الغدة الدرقية (زيادة نشاط الغدة الدرقية) إلى القلق، العصبية، واضطرابات النوم.
اضطراب ما قبل الحيض (PMDD) حيث يُعتبر هذا الاخير شكلًا حادًا من اضطراب ما قبل الحيض، حيث تعاني المرأة من أعراض نفسية شديدة مثل الاكتئاب، التهيج، والقلق قبل بدء الدورة الشهرية.
انقطاع الطمث يُرافق انقطاع الطمث تغييرات هرمونية كبيرة قد تُؤدي إلى أعراض نفسية مثل الاكتئاب، القلق، واضطرابات النوم.
فرط الكورتيزول (هرمون التوتر) المستويات العالية من هذا الهرمون و بشكل مزمن، يرتفع غالبًا نتيجةً للإجهاد المزمن، و هو مرتبط بشكل مباشر بأعراض الاكتئاب، القلق، واضطرابات النوم.
خلل في هرمونات التستوستيرون والإستروجين ، حيث رصد أن اختلال توازن هذه الهرمونات لدى الرجال والنساء على حدٍ سواء إلى أعراض نفسية مثل الاكتئاب، انخفاض الدافع الجنسي، واضطرابات المزاج كما أن الدراسات في هذا الاتجاه أكدت أن هذا الاضطراب هو المهدد الأكبر لاستقرار نفسية مجموعة من الأفراد عبر العالم
لكن، كيف يمكننا التعامل مع هذه المشاكل؟
يبقى التشخيص المبكر للعوامل الهرمونية المُساهمة في لمشاكلنا النفسية أمرًا بالغ الأهمية. و هذا ما يستوجب شيوع ثقافة الإعتراف و تجاوز الطابوهات المجتمعية،و استشارة الاخصائيين في الغدد الصماء لتقييم الحالة وتحديد العلاج المناسب، والذي قد يشمل ،العلاج الدوائي الذي يُمكن وصف الأدوية لتنظيم الهرمونات أو معالجة الأعراض النفسية المصاحبة.
العلاج النفسي يبقى هو الآخر سبيلاً لتجاوز اضطراباتنا السلوكية المعرفية، و معالجة الأعراض النفسية المُرتبطة باضطرابات الهرمونات.
تغيير نمط العيش يعتب خطوة أولى نحو الصحة النفسية ،لان اتباع نظام غذائي صحي و ممارسة المشي و الرياضة بانتظام، يمكننا من الحصول على قسط كافٍ من النوم، وإدارة الإجهاد للحفاظ على التوازن الهرموني وتحسين الصحة النفسية.
منظور أوسع
إن فهمنا للعلاقة بين الاضطرابات الهرمونية و صحتنا النفسية يُساهم في التشخيص المبكر والعلاج الفعال، مما يُحسّن من نوعية الحياة ويُعزز من رفاهية العيش في مثل هذه الظروف الصعبة.
Comments ( 0 )