هذه العادة البسيطة والمذهلة المتاحة للجميع قادرة على أن تجعل حياتك أكثر سعادة بشكل ملحوظ

هذه العادة البسيطة والمذهلة المتاحة للجميع قادرة على أن تجعل حياتك أكثر سعادة بشكل ملحوظ

 

 

 

لقد حل فصل الشتاء بكل ما يحمله من شعور بالكآبة وبرودة. ولمواجهة هذه الفترة التي كثيرا ما يطغى عليها الحزن، من الطبيعي أن يبحث الإنسان عن أنشطة تبعث الدفء في القلب والروح، ولكل شخص عادته وطريقته الصغيرة الخاصة في مقاومة الكآبة.

 

تعد ممارسة الرياضة، والخروج مع الأصدقاء واللقاأت الودية، وأخذ قسط من الراحة من بين الخيارات الأكثر شيوعا لمواجهة فترات الكآبة، غير أن عادة غير متوقعة تبرز لتقدم نفسها كمفتاحٍ حقيقي للسعادة: الغناء!

 

فقد أظهرت دراسة أنجزت سنة 2011 أن تخصيص بضع دقائق يوميا لهذه الممارسة قد يسهم بشكل ملموس في تحسين مستوى رفاهيتنا العاطفية وصحتنا النفسية بشكل ملحوظ. دعونا نكتشف كيف يمكن لعمل بسيط، مثل الهمهمة أو الدندنة القصيرة، أن يتحول إلى لحن مفيد للجسم والعقل، ويمنح شعورا بالانتعاش للروح والجسد.

 

أثر الدندنة على الصحة النفسية

 

ويتجلى معنى المثل القائل: “الموسيقى تهدئ الوحش المتوحش وتهذب النفوس” بشكل كامل عند الاطلاع على نتائج دراسة نشرت في المجلة البريطانية للطب النفسي (British Journal Of Psychiatry). فقد أظهرت هذه الدراسة، التي أجريت على أمهات شابات، أن 73% منهن صرحن بتعافيهن من اكتئاب ما بعد الولادة بعد مشاركتهن في مجموعات غنائية استمرت لعشرة أسابيع. والخبر السار هو أن الاستفادة من هذه الفوائد لا تتطلب امتلاك صوت رائع أو حتى الغناء بإتقان!

 

ومع أن الغناء بطبيعة الحال يعود بفوائد كبيرة، فإن مجرد الهمهمة أو الدندنة بهدوء لبضع ثوان معدودة قد يمنح تأثيرات مشابهة، تكون في متناول الجميع، حتى من دون أي تكوين أو خبرة موسيقية.

 

ذبذبات السعادة

 

غالبا ما يقلل من شأن الدندنة، لكنها في الحقيقة تولد ذبذبات شبيهة بالتنفس العميق المستخدم في الممارسات التأملية مثل اليوغا، وذلك وفقا لموقع سايكولوجي توداي Psychology Today.

 

فهذه الذبذبات، حتى عند القيام بالدندنة لمدة عشرين ثانية فقط، قد تؤثر على نشاط الدماغ، حيث يمكن أن تخفف من نشاط المناطق المرتبطة بالاكتئاب. وهكذا، تعد الدندنة وسيلة بسيطة لتقليل التوتر وتهدئة العقل في الحياة اليومية.

 

سمفونية من أجل الصحة الجسدية

 

بالإضافة إلى فوائده المهدئة للنفس، أثبت الدندنة أوالهمهمة فوائدها الصحية الجسدية. فقد أظهرت دراسة أجراها الباحث فايتزبيرغ Eddie Weitzberg، الباحث في معهد كارولينسكا في السويد، أن الدندنة تحسن من تدفق الهواء بين الجيوب الأنفية والتجويف الأنفي. ويعزى هذا التأثير إلى زيادة إنتاج أكسيد النيتريك أثناء الزفير، مما يسهم في تقليل خطر الإصابة بالعدوى، ولا سيما التهاب الجيوب الأنفية.

 

نغمات السعادة في الدماغ

 

تؤكد دراسة للباحث السويدي إدي فايتزبيرغ، نشرت في موقع “سايكولوجي توداي”، أن مجرد دندنة لحن مألوف كفيل بتنشيط مناطق محددة من الدماغ مرتبطة بالمتعة والمكافأة. فعند الدندنة، يفرز الدماغ مادة الدوبامين التي تمنح إحساسا بالرفاهية، كما يحفز إنتاج الإندورفين، هرمون السعادة، إلى جانب الميلاتونين الذي يساعد على تحسين النوم. وتشكل هذه التفاعلات الفسيولوجية معا سيمفونية متكاملة تسهم في خفض معدل ضربات القلب وتقليل ضغط الدم.

 

ممارسة قديمة ومعاصرة

 

الدندنة ليست اكتشافا حديثا، فقد دمجت بعض ممارسات التأمل مثل اليوغا الغناء ضمن روتينها، لا سيما تمرين البراهماري barhmari، وهو تمرين يعتمد على الترانيم الهادئ تستخدم لتهدئة الذهن وتخفيف التوتر. وتكمن فعالية هذا التمرين في الصلة بين الصوت والرفاهية العاطفية والصحة النفسية.

 

ويمكن دمج الدندنة في العادات اليومية، سواء أثناء الاستحمام، أو المشي في الشارع، أو إعداد الطعام، لتصبح وسيلة معاصرة وسهلة للاستفادة من فوائد هذه الممارسة القديمة.

 

نصائح عملية لدمج الدندنة في الحياة اليومية

 

للاستفادة الكاملة من فوائد الدندنة، إليك بعض النصائح العملية:

 

1 اختيار اللحن المفضل: اختر أغنية مبهجة تذكرك بالذكريات الإيجابية.

 

2 اعثر على لحظتك المناسبة: أدرج الدندنة في الأوقات الملائمة خلال يومك، سواء في الصباح لبدء اليوم بنشاط، أو في المساء للاسترخاء بعد عناء اليوم.

 

3 تنويع الأماكن: يمكنك الدندنة أثناء الاستحمام، أو المشي في الطبيعة، أو أثناء أداء المهام اليومية. تنويع الأماكن يجعل هذه العادة أكثر متعة.

 

4 احترم البيئة: تجنب الأماكن المغلقة حيث قد يكون الضجيج مزعجا فيها. اختر أماكن مناسبة للحفاظ على هدوء من حولك، وللتمكن من الهمهمة بحرية دون خوف من إزعاج الآخرين.

 

لحن بسيط لفصل شتاء سعيد

 

تبرز الدندنة كعادة بسيطة لكنها قوية لتحسين الصحة النفسية والجسدية على حد سواء. من خلال دمج هذه الممارسة في روتينك اليومي، قد تكتشف لحنا يبعث بالراحة ويضفي البهجة على شتائك، وستجد بلا شك رغبة في الاستمرار بها طوال سنة.

 

سواء كنت تدندن أثناء الاستحمام أو أثناء السير في الشارع، دع هذه السمفونية الصغيرة من السعادة تتردد في حياتك اليومية. فهذه العادة، التي قد تبدو بسيطة للوهلة الأولى، قد تتحول إلى مفتاح شتاء أكثر بهجة!

 

 

 

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .