هل سمعتم بظاهرة المطر الأحمر ؟

هل سمعتم بظاهرة المطر الأحمر ؟

 

تعاقبت ظاهرة المطر الدموي عبر مراحل زمنية متفرقة بعدة مناطق مختلفة في العالم، أثارت أبحاث ودراسات علمية حينئذ لتفسير هذه الظاهرة المناخية الغريبة.

عرفت مدينة زامورا بإسبانيا في خريف 2014، سقوط أمطار دموية بعد ليلة شتوية طويلة، استفاق الناس على مناظر مخيفة، حيث وجدوا أحواض المياه مختلطة باللون الأحمر و الشوارع ملطخة بذات اللون كأن السماء أمطرت دماءً، مما أثار مخاوف كبيرة لدى الساكنة من خطر وجود ملوثاث كيميائية فيها واختلفت الآراء والتفسيرات آنذاك.

قام أحد سكان زامورا بإرسال عينة من المطر الدموي إلى الباحثين في جامعة سالامانكا لتحليلها، وبالفعل أظهرت النتائج وجود جسيمات haematococcus pluvialis وهي عبارة عن طحالب المياه العذبة الخضراء التي تحولت إلى اللون الأحمر بفعل الضغط الكيميائي، وسبب اللون الأحمر هو صبغة الكاروتين التي تسمى أستازانتين.

تجلت ظاهرة المطر الأحمر أو الدموي بالهند لأكثر من مرة آخرها كان بمدينة كيرالا سنة 2001، التي شهدت سقوط أمطار شبيهة بالدم، رجحها الباحثون إلى غبار نيزك، بينما صرحت الحكومة الهندية بوجود جراثيم الطحالب المحمولة جوا.

افترض العالم راي لانكستر المعروف بكتاب secrets of Earth and sea, سنة 1992 أن ظاهرة المطر الأحمر أو الدموي تتسبب فيه حشرات وابوغ صغيرة الحجم لونها أحمر، تذوب في قطرات الماء.

فيما عبر بعض العلماء والباحثين أن ظاهرة المطر الأحمر هي ظاهرة جوية طبيعية بعيدة عن كل المعتقدات التي جاءت بها معظم الثقافات، وأن الحقيقة العلمية التي تفسر ذلك هي وجود ملوثاث جوية تصبغ الأمطار بعدة ألوان غير الأحمر كالأزرق، الأسود، الأصفر….و الملوثاث الصناعية والسحب البركانية، وكذا الأحوال الجوية المتطرفة كلها أسباب مباشرة تساهم في تلون مياه الأمطار، وأن مايحدث في هذه الحالة تصادف المطر أثناء نزولة بسحابة كيميائية فيختلط بمكوناتها وبالتالي ينزل بلون الأكاسيد الحمراء. بل يمكن أن يختلط المطر أثناء نزوله بدخان المصانع أو معامل التكرير فينزل بأي لون حسب الذرات الكيميائية التي يحملها الدخان.

يتضح أن ظاهرة المطر الأحمر أو الدموي هي ظاهرة مناخية طبيعية، تتأثر بالعوامل الكيميائية في الجو الناتجة عن التلوث الكيميائي الناتج عن الصناعات الثقيلة ودخان المصانع ومعامل التكرير حيث يصادف المطر عند نزوله لسحابات كيميائية ذراتها تتحكم في اللون الذي يكتسيه المطر.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)