يا سلام على الديمقراطية..
ولاء متقلب بين التعيينات !
يا أهل الصفحات الإلكترونية الزرقاء، يا من تحاولون التحكم بمصائر الأحرار بنقرة زر تحث الطلب، يا من تلبسون أقنعة “الشفافية” و “الموضوعية” بينما تقتاتون من فتات الفساد وتشربون العلقم و لماء الخاسَر بعد اطمئنانكم على ضلالة الرأي العام، حتى لِين؟ حتى لين تبقاو on ligne ؟ الم تشعروا بعد بانقلاب الغطاء عليكم؟ أم لاتشعرون من كثرة التخدير.. الذي أردتم إصابة الرأي العام به؟
لقد أُعيد تعيين مسؤولين جدد، مهمتهم “تشديد الرقابة” على كل مغشوش و مُشوش يحوم في فلك المنتخبين المحليين.
الظاهر أن صفحاتكم، تحولت من معاقل المعارضة الشرسة إلى منابر للتملق والمدح و لحيس الكابة. يا لها من ديمقراطية سريعة التغير!
قبل أيام، كنتم تصفون بعض المنتخبين بشتى الصفات، من “الفاسدين” إلى “المُفسدين” وحتى “أعداء الوطن” لترجيح كفة المُفسدين!
أما الآن، فأنتم تغنون لهم أناشيد الثناء، وتُظهرون “ولاءكم” للعمال الجدد كأنكم تلاميذ في صف أول ابتدائي يقلدون مُعلمهم. تريدون أخد صورة لنهاية السنة الدراسية، يا سلام، قولو تشيييز، يلاه غمس غمس، انتهت الحفلة التنكرية، آجي واش تا عرفتي التيران فين كنتي كتلعب، فراسك هاد الجمهور رآه راضع السياسة من البزولة، عرفتي شكون كان كييتفرج فيك، تسحابها سَيْبة، ما قريتيش أش كتب عليهم شارل ديغول.
يا سادة المَرقة غَمس غمس، هناك معركة طاحنة على السلطة الرابعة، معركة كسر العظام، لأن الحيلة باتت مكشوفة! ملفات الفساد التي كنتم تسترزقون منها بدأت تتكشف، والرأي العام لم يعد غبيا كما كنتم تظنون. هل نسيتم أنكم كنتم تُمجدون نفس المسؤولين الذين تهاجموهم الآن؟ هل أصبح “الفساد” مقبولاً طالما أنكم تجدون من يخدم مصالحكم؟
هي ليست ثقافة تطبيع كما تتمظهر في سلوك الجمهور المغلوب عن أمره بنجمة 6، إنه الحق ، و الحق يعلو و لا يعلى عليه La vérité est au-dessus et au-delà..
رجاءا، لا تكونوا في حيرة من أمركم. إلى من الولاء؟ إلى العمال الجدد الذين قد يقطعون رزقكم، أم إلى المسؤولين المنتخبين الذين سئموا من حيلكم؟ اللعبة صعبة، أليس كذلك؟
رجاءا، لا تخشوا أن يطالكم “التشديد” الذي وعد به العمال الجدد! فجأة، أصبحتم دعاة “النزاهة” و”محاربة الفساد”، وكأنكم كنتم تقاتلونه طوال هذه السنوات.
نصيحة أخيرة : ابحثوا عن مهنة أخرى! فمهنة “تغيير المواقف حسب الرياح” لم تعد مجدية، والناس لم يعودوا سذجا كما كانوا، تقهروا. سفينتنا داخلة مْواج عالية، إلى كنتي عوّام كمّل متخافش من الخفافيش..والله المستعان!
Comments ( 0 )