“ينعاد عليكو” للمخرج الفلسطيني إسكندر يحصل على النجمة الذهبية في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش!

“ينعاد عليكو” للمخرج الفلسطيني إسكندر يحصل على النجمة الذهبية في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش!

 

 

 

في اختتام حفل الدورة 21 لمهرجان مراكش الذي أقيم في قصر المؤتمرات بالمدينة الحمراء، والذي شهد حضور نجوم السينما ومؤثرين من مجالات الفن والثقافة والإعلام، أعلنت لجنة تحكيم المهرجان، برئاسة المخرج الإيطالي لوكا جوادانيينو، عن فوز فيلم “ينعاد عليكو” بعد منافسة مع 13 فيلمًا آخر من دول مختلفة حول العالم.

 

يقدم الفيلم الفلسطيني “ينعاد عليكو” دراما عائلية يفكك من خلالها جدلية التحرر والمحافظة داخل المجتمع فلسطينيي 1948، جدلية منسوجة على قناعة واضحة بأن المجتمع يتحرر حين تتحرر نساؤه.

 

من عرض سردي عميق يعكس قضايا الهوية والتقليد، يقدم الفيلم نظرة نقدية متميزة لعالم أسرة بورجوازية من فلسطينيي مدينة حيفا.

 

تتجلى الأحداث من خلال بورتريهات متنوعة، حيث يتمحور التركيز بشكل أساسي حول النساء في هذه الأسرة. يرتكز مسار هذه الشخصيات على التباين بين الحفاظ على التقاليد والتوجه نحو حرية فردية تتسم بالتحدي.

 

تستعرض كل شخصية من شخصيات الفيلم علاقة فريدة مع التقاليد، مما يساهم في خلق جدل داخلي. فمن جهة، نجد نساء يتبنين مواقف تقليدية، يعتقدن أن التمسك بالقيم القديمة هو السبيل للحفاظ على الهوية والتراث. بينما على الطرف الآخر، توجد شخصيات تسعى لتحدي هذه القيود، معبرة عن رغبتها في التحرر من القوانين غير المكتوبة التي تُفرض على المجتمع.

 

تمثل هذه الاختلافات بين الأجيال وبين النساء أنفسهن صراعًا أعمق، يتجاوز حدود الأسرة ليعكس التحديات الأوسع التي تواجه المجتمع الفلسطيني. تعاني الشخصيات من ضغوطات اجتماعية ونفسية، تحتاج فيها لمواجهة الاختيارات الصعبة بين ولائها لثقافتها وتطلعاتها الشخصية.

 

باستخدام أسلوب تصويري دقيق وحوارات مؤثرة، نجح الفيلم لفت انتباه لجنة المهرجان لراهنية الموضوع و وقعه في إيصال رسالة واضحة حول أهمية الحرية الفردية كحق لا بد من الدفاع عنه، رغم التعقيدات التي قد تترتب على ذلك. إنه دعوة للتفكير حول كيفية تحقيق التوازن بين التقاليد والحرية، خاصة في سياق مجتمع مليء بالتحديات والمتغيرات.

 

وإضافة إلى فوزه بـ “النجمة الذهبية”، نال فيلم “ينعاد عليكو” جائزة مزدوجة لأحسن دور نسائي في شخص كل من منار شهاب ووفاء عون.
ومُنحت جائزة لجنة التحكيم مناصفة بين فيلمي “الكوخ” لسيلفينا شنيسر (الأرجنتين)، و”القرية المجاورة للجنة” لمو هاراوي (الصومال) الذي استفاد من دعم برنامج ورشات الأطلس.

 

أما جائزة أفضل إخراج، فكانت من نصيب البولندي داميان كوكر عن فيلمه “تحت البركان”، الذي حصد أيضا جائزة أحسن دور رجالي في شخص الممثل الأوكراني رومان لوتسكيي.

 

كما خص المهرجان شخصيات بارزة في السينما المغربية والعالمية بالتكريم بمناسبة دورته الواحدة والعشرين، ويتعلق الأمر بكل من الممثلة المغربية القديرة نعيمة المشرقي التي وافتها المنية في أكتوبر الماضي، والممثل والمخرج الأمريكي المتوج بجائزة الأوسكار شون بين، والمخرج الكندي ديفيد كروننبرغ.

 

و أتاحت برمجة هذه الدورة فرصة الكشف عن تصورات سينمائية شديدة التنوع. فقد تم عرض 71 فيلما من 32 دولة، في الأقسام الستة للبرمجة، وذلك في مختلف قاعات المهرجان بمدينة مراكش، وشاركت في هذه الدورة 18 شخصية في فقرة “حوارات”، وهو ما يعتبر رقما قياسيا منذ إحداث المهرجان.

 

 

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .