ياسين الرضواني
ليلة سوداء هي عاشها المغني المغربي سعد لمجرد ليلة أمس بالعراق، بعدما اقتحم العشرات من الأشخاص مدينة سندباد لاند في العاصمة بغداد، احتجاجا على إقامة حفلته، و التي أعلن عن عرضها قبل أسابيع، وسط رفض تام لعدد ليس بالقليل من العراقيين للحفل على مواقع التواصل الاجتماعي، رافعين هاشتاغات على حساباتهم تطالب بمنع سعد لمجرد من الدخول لبلدهم بسبب قضايا الاغتصاب التي توبع بها فيما سبق.
هذا وأقام المحتجون صلاة أمام باب المدينة الترفيهية العائلية، و رفعوا أعلاما ورددوا شعارات دينية أثناء محاولتهم اقتحام المدينة، سرعان ما تم إلغاء الحفل بسبب التسيب الأمني الذي حدث هنالك، و الذي عجّل بمغادرة سعد لمجرد المكان، قبل أن ينشر صورة بحساباته الشخصية بانستغرام و فايسبوك يُطمئن فيها عشاقه و يشكر من خلالها العراق “بالرغم مما حدث”.
هذا الحدث يعيد إلى الأذهان القضية التي شغلت الراي العام آنذاك بعدما اعتقل سعد لمجرد بفرنسا، على خلفية اتهامه بالعنف و محاولة اغتصاب فتاة فرنسية بفندق بالعاصمة، بعدما قضى معها ساعات بملهى ليلي قبل يوم فقط من حفلته بقصر المؤتمرات بباريس سنة 2016؛ الحفل الذي كان سيكون الأكبر على الإطلاق للفنان المغربي و الذي كان سيفتح له طريق الغناء بأكبر المسارح بالعالم.
وكيل أعماله آنذاك “رضا البرادي” لقي انتقادات واسعة من طرف إعلاميون مغاربة و أجانب، بدعوى تفريطه في مراقبة فنان شاب في طريقه للعالمية و تحصينه قبل ليلة من أهم حفلة في مسيرته، بمنعه من الذهاب لذلك الملهى المشؤوم الذي أدخل سعد في دوامة القانون الجنائي الفرنسي و العقوبات السجنية و المالية.
رضا البرادي لم يسلم من انتقادات معجبي سعد لمجرد و المقربين منه أيضا، و الذين حملوه نسبة كبيرة من المسؤولية بسبب عدم تأديته لمهامه كوكيل أعمال على اكمل وجه؛ يكون ذكيا في الدفاع عن الفنان و تحصينه معنويا مثلما يكون كذلك ماديا، الأمر الذي أنهى العلاقة بين لمجرد و لبرادي نهائيا.
تغير مدير الأعمال و خلف “رضوان بوزيد” رضا، و أخذ بيد سعد لمجرد في ظل الأزمة القضائية مؤكدا في عديد المرات بأن موكله “يثق في القضاء الفرنسي” عكس رضا لبرادي الذي كان يتجنب الحديث في الواقعة، ليستمر رضوان في عمله مع لمجرد لغاية اللحظة.
لقد كان ناطقا رسميا لسعد و درعا واقيا له أمام الإشاعات التي تلاحقه، يتحدث عن سبب عدم عرض حلقته في أحد البرامج المصرية هنا، و يفسر لماذا تم حجب أحد أغانيه هناك، و يصرح بكل شيئ يتعلق بالفنان، لكن في حفل كهذا الذي أعلن عنه في العراق، كان من المفترض بعد غليان عدد كبير من العراقيين بمواقع التواصل الاجتماعي أن ينصح رضوان سعد بتجنب الحفل في دولة غير مستقرة من الأصل أمنيا، و يجنبه ما عاشه ليلة أمس، خاصة في ظل عدم تخلص سعد لمجرد بعد، من الاتهامات التي لاحقته بفرنسا و عدم استقراره من الناحية القانونية، فتنظيم حفلاته بعد اليوم، دون شك، يجب أن يدرس من جميع النواحي، حتى لا يتكرر المشهد، او ربما يكون الامر اكثر تشددا و خطورة، و لو كان أغلب أولئك المتشددون ربما هم الأكثر استماعا لأغانيه والأكثر رقصا على نغماتهم بالملاهي الليلية.
Comments ( 0 )